الأمن يفشل في احتواء مسيرة العمال

فشل جهاز الأمن الموريتاني في احتواء أو تفكيك أو تلبية مطالب عمال الحراسة المعتصمين عند البوابة الشمالية لعاصمة نواكشوط منذ أكثر من شهر، مقدما صورة سلبية عن نظام الحكم القائم بموريتانيا.

 

ورغم أن مسيرة العمال سلمية، إلا أن جهاز الشرطة رفض السماح للعاملين بدخول المدينة، مما ألهب حماس المضربين ودفعهم إلي البقاء ككتلة واحدة بحكم استحالة انسحاب أي شخص عن زملائه دون أن يكتشف.

 

كما أن الأجهزة ذاته عجزت عن قمع أو طرد العمال إذا كانت مقتنعة بعدم مشروعية الإضراب الذي يخوضون، أو عدم سلمية المسيرة التي قاموا بها أو الاعتصام الذي ينفذوه حاليا.

 

ولعل الخيار الثالث والأسلم وهو السماح لهم بدخول العاصمة وعرض مشكلتهم علي الرئيس، قد تعذر بحكم سوء التقدير الذي دفع الأجهزة ذاتها إلي قمع مسيرة العائدين، واتهام عناصر من مالي والجزائر بتخريب ممتلكات المواطنين في كرفور مدريد بعد قمع المسيرة.

 

ويشكل الاعتصام خير دليل علي عنجهية النظام، وعدم اهتمامه بالفقراء المضطهدين، وانحيازه لبعض أباطرة المال أو كبار الضباط المتقاعدين علي حساب الجياع المنهكين.

 

وينظر إلي استمراره بأنه تقويض لسمعة الدولة،ودليل صارخ علي عجز الرئيس عن حل أصغر مشكلة، وهو الذي يتقمص دور المنقذ للقارة ورئيسها الذي يتقن فن الكلام أن سمح له أن يتكلم.