أثار سفر وزير الرياضة محمد ولد جبريل مع الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز فى رحلته الأخيرة إلى إفريقيا الكثير من الجدل داخل أروقة صنع القرار ، بفعل غياب أي مهمة واضحة للوزير، وارتباط الرحلة بملفات إقليمية ودولية تعنى فى المقام الأول وزير الخارجية اسلكو ولد أحمد أزدبيه أو كاتبة الدولة للشؤون الإفريقية فاطم بنت أمبارك فال.
خروج "أديس بابا" المبكر من "الكان" يجعل ملفات الرياضة خارج أروقة التداول، وانشغال الرئيس بالوساطة فى ليبيا وغامبيا يجعل من حضور وزير الرياضة أمرا ثانويا فى سير الأحداث، فهل للقصة مغزى آخر؟ وما الذى يريده الرئيس من وزير الرياضة فى أول سفر خارجى يقوم به؟ وماهي أجندة الرئيس التى يخطط لها؟.
مجمل التحليلات المتداولة تطرح ثلاث فرضيات فقط :
(1) أن الوزير طلب لقاء الرئيس قبل سفره بقليل من أجل نقاش العديد من القضايا الخاصة بالشأن الرياضى، وبعض القرارات المستعجلة، وهو ما تطلب من الرئيس اصطحابه من أجل نقاش الأمور معه، كسبا للوقت واستغلالا للرحلة الطويلة من أجل نقاش الأمور مع وزير لايزال يتلمس خطاه لمعرفة الآليات التى يجب إتباعها والخطوط المسموح له بالتحرك فيها، فعالم الرياضة بموريتانيا جد معقد، واللعب فيه دون تحضير جيد قد يعرض صاحبه للإصابة المبكرة أو الحرمان من اللعب، وهو أمر يجب أخذ الحذر منه قبل تكرار تجربة آخرين سبقوه للمضمار ذاته وتركوا الملعب لأهله وانضموا للائحة المتفرجين.
(2) أن الرئيس يريد من مدير الديوان المكلف بمرافقة الوزير الأول منذ تعيينه "كشف حساب" عن الوزارة الأولى وآليات العمل فيها، والعراقيل المطروحة، وهو أمر قد تكون سبقته شكوى من الوزير قبل تعيينه أو "بلاغ" من جهة الوصاية على الوزير حول تجاوزه فى الأمور المهمة، أو تطلع لدى الرئيس يريد أن يجد الوقت الكافى لنقاشه مع من كان يفترض فيه أن يكون حاضرا فى مجمل الملفات المحالة للتنفيذ خلال السنتين الأخيرتين!.
(3) أن يكون الرئيس قد قرر القيام بتعديل وزارى جديد يغادر فيه ولد جبريل المنصب الذى أسند إليه إلى منصب كاتب دولة مكلف بالشؤون الإفريقية والمغرب العربى، فأراد أن يصطحبه معه من أجل امساك الملف قبل الإحالة إليه رسميا، والحضور فى المشهد تحضيرا لحراك حكومى ربما يكون قد أقترب أوانه.
لكن البعض الآخر لايرى فى الأمر أكثر من فرصة أتيحت للوزير من أجل مرافقة الرئيس والاستفادة من كعكة الأسفار بعد طول فترة من الجلوس فى الوزارة الأولى وتدوين ملاحظات الزوار وبرمجة وقت الوزير الأول.