موريتانيا تبرهن مرة أخرى على عظمتها، على ريادتها، على قيادتها محور المساعي الحميدة في محيطها وقارتها.
لقد حبا الله موريتانيا برائد للمجد، مولع بغر المحامد، لا ينثني دون إدراك غايته، ولو أخلد الآخرون إلى الأرض، فإنه مشغول بسماء المنجزات، يهمه أن يترك دويا في أذن الزمان.
يعي الفارس أن المجد ليس شربة ماء.. ولا قعبانا من لبن، ولكنه السهر والجهد والبذل والعطاء.. هو التضحية..
يرضى العظماء بأقدارهم.. رغم أنها متعبة وشاقة.. يقومون بها عن طيب نفس.. إن عشق قوم الدعة.. فإن لهم بالمتاعب نفوسا مشوقة..
سهر الرئيس محمد ولد عبد العزيز الليالي وجاب العواصم من أجل أن يبعد شبح الحرب عن المنطقة، وكان هواة إشعال الحرائق في الداخل والخارج يعملون ما أمكنهم من أجل إخفاء الشمس بخرقة مهترئة..
لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، انتصر العقل.. بفضل حكمة رئيس الجمهورية.
حبس أهل موريتانيا وشبه المنطقة والخيرون في العالم أنفاسهم؛ ترقبا لنتائج جولات رئيس موريتانيا ـ الحضارة والمساعي بين داكار وبانجول ونواكشوط.. وكانت شفاه وقلوب الشيوخ والنساء والرجال والأطفال تتضرع أن لا يركب الفرقاء رؤوسهم، وأن ينجح الجهد الموريتاني المخلص..
ليال ثلاث باتت فيها محركات البوينغ الموريتانية تدور في مدرجات المطارات انتظارا لما يدور بين الرئيس وقادة المنطقة.. ورابط عشرات الصحفيين غير بعيد لتزويد الملايين في العالم بالخبر.
وتربعت موريتانيا واجهة الأخبار رغم أنف الجميع، وانهالت التهانئ على موريتانيا ورئيسها فارس السلم وبطل المساعي الحميدة.
لم يفعل الرئيس محمد ولد عبد العزيز ذلك من أجل جعجعة إعلامية ولا ابتغاء مكاسب شخصية.. كان الرجل يعرف خطر إشعال الحرائق في المنطقة، ويعي أكثر صعوبة إطفائها بعد أن تندلع.
وكان يعرف وينطلق من كون موريتانيا صاحبة دور في المنطقة لا يمكنها أن تتناساه ولا أن تتنكر له.. ولها مسؤولية تاريخية عن المنطقة.
لم تنطلق المبادرة الموريتانية من فراغ.. لقد سبقتها نجاحات دبلوماسية كبيرة لموريتانيا الجديدة؛ موريتانيا محمد ولد عبد العزيز، لقد سبقتها نجاحات ووساطات في أماكن متفرقة من القارة.
من ينسى أن موريتانيا ممثلة في رئيسها نجحت في تضميد جراحات قلوب الأشقاء في شمال مالي عام 2014، ونجحت أكثر من ذلك في إسكات فوهات المدافع التي كان يوجهها الإخوة صوب نحور بعضهم.
لكن العجيب أن يشكك "مثقفون" موريتانيون في نتائج ومرامي العمل الدبلوماسي الموريتاني الذي اعترف به القاصي قبل الداني والحق ما شهدت به الأعداء..
لماذا لم يقدم "الدكاترة الفلاسفة الأدباء" استشارات لمن كان يستشيرهم قبل سنوات أن يشكلوا صمام أمن ومصالحة في القارة.
لم تكن أيها الدكتور تستطيع أن تنبس ببنت شفة خلال العهود السابقة خلافا لتفكير الحاكم.. لكنك الآن تتمتع بحرية القول والتفكير والفعل، مهما كان قولك ورأيك غير متماسك ولا مؤسس على دليل.
على العموم الحق حق، ولا يمكن أن يتحول لباطل، ولكن كان من الأولى بك أن تنشغل في استنساخ المقالات ولصقها بدل أن تقول ما لا تعلم.
الداه صهيب