هل عادت الداخلية لسياسة عزل الأئمة بموريتانيا؟

أثار قرار  عزل الإمام محمد الأمين ولد أجاه اليوم الجمعة 10 فبراير 2017 جدلا واسعا داخل الساحة المحلية، بفعل المخاوف التى تنتاب الشارع الموريتانى من عودة الداخلية لمواجهة المساجد وأئمتها، وتحول الملف من "انجاز" يفاخر به الرئيس وداعموه إلى عنوان أزمة جديدة مع المجتمع.

جمهور المصلين بمسجد " أبو ذر الغفارى" أصيبوا بصدمة بالغة بعد صلاة الجمعة، حينما تقدم وكيل من جهاز الشرطة إلى الإمام طالبا منه مرافقته إلى المفوضية بعد انتهاء خطبة الجمعة، ولعل الصدمة أكبر حينما علموا أن الشرطة طالبت الإمام بالتوقيع على محضر يتخلى فيه عن إمامة المسلمين فى المسجد دون مبرر.

وتقول الشرطة الموريتانية إن القرار أتخذ من قبل والى نواكشوط الغربية، لكن لم يصدر أي توضيح أو بيان من الداخلية بشأن حالة عزل الإمام الأولى منذ الإطاحة بالرئيس الموريتانى معاوية ولد الطايع.

وكانت الداخلية الموريتانية قد دشنت سياسة عزل الأئمة  سنة 2003 ضمن حرب مفتوحة بين الإسلاميين ونظام الرئيس المطاح به معاوية ولد الطايع، وحاولت أكثر من مرة فرض إمام خاص بالأمن فى مسجد الذكر بنواكشوط الشمالية، وعزل إمامه واعتقاله واعتقال كل إمام حاول إمامة الناس طيلة فترة الأزمة.