شكلت "أتشاد" خلال السنوات الأخيرة إحدى الدول الفاعلة فى المنطقة الإفريقية، بحكم دورها المحورى فى الحرب الإقليمية والدولية على الجماعات الإسلامية المشددة، وقوة الشخصية التى تميز بها الرئيس "إدريس دبى"، والاستقرار النسبي الذى عاشته منذ سحق الانقلاب العسكرى الذى مولته ليبيا والسودان.
وتمتاز أتشاد بموقعه الجغرافى الحيوى، وتشابك الخيوط فى المنطقة من حوله، بحكم موقعها الجغرافى المميز والذى يربطها بالنيجر والسودان وليبيا ونيجيريا وافريقيا الوسطى والكاميرون.
وترتبط أنجامينا بعلاقات سياسية وأمنية رفيعة مع نواكشوط، وباتت ضمن المحور الإفريقي المناهض للتدخل الفرنسى فى شؤون القارة والمطالب بمزيد من الاستقلالية فى صنع القرار.
ورغم الحضور القوى للدولة التشادية إلى جانب موريتانيا، وشراكتهما الدائمة فى مجمل الملفات المشتركة، وانخراطها فى "مسار نواكشوط" وتجمع "دول الساحل" و"تجمع دول الميدان"، إلا أن التمثيل الدبلوماسى فيها لايزال دون المستوى المطلوب، والعلاقة بها ظلت تدار من قبل السفير الموريتانى فى ليبيا دون معرفة الأسباب، قبل أن يحال الملف فى الفترة الأخيرة إلى السفارة الموريتانية فى النيجر.
ويرى البعض أن الحكومة الموريتانية ورثت نظرة دونية للعلاقات الموريتانية التشادية، ولم تستطع الخارجية تجاوز الواقع القائم سابقا، كما لم تتكيف دوائر صنع القرار فى موريتانيا مع المستجدات الجديدة، ضمن نظرة تستبطن الحراك المتسارع فى العالم الإفريقى، وأهمية الحيوية فى العلاقات الدبلوماسية من أجل كسب المزيد من الأصدقاء، وتفعيل التعاون القائم مع الدول بشكل يضمن مصالح البلد الحيوية.