ولد سيد أحمد البكاي : تمرير الإصلاح الدستورى تعزيز لمنظومة الإصلاح و الاستقرار

قال الباحث الموريتانى ومستشار وزيرة الشؤون الاجتماعية د/ سيدى ولد سيد أحمد البكاي إن كل التجارب السابقة أثبتت أن تمرير الإصلاحات الجوهرية فى تاريخ الأمم والشعوب تحتاج إلى قدر من الشجاعة والجرأة وتحمل المسؤولية تجاه ردات الفعل المتوقعة من أعداء المنظومة الإصلاحية مهما كانت الشعارات المرفوعة، وبغض النظر عن ردة الفعل القوية والمنظمة والهادفة إلى تعطيل الإصلاح.

ورأي ولد سيد أحمد البكاى فى تصريح لموقع زهرة شنقيط اليوم الأربعاء 22 فبراير 2017 أن الجراح الذى يخجل من معالجة مريضه خوفا من اشعاره بالأمل هو جراح فاشل، وإن الجميع داخل البلد يقر بوجود خلل بنيوى فى تسيير المنظومة السياسية والإدارية، ويتفق على أن القيام بإصلاحات جوهرية أمر لامناص منه، لكن الخلاف الآن هو حول من يحق له القيام بهذه الإصلاحات والتوقيت الملائم لها.

ويرى ولد سيد أحمد البكاي أن المفوض بأغلبية لامنازعة فيها، والمدعوم بأغلبية برلمانية مريحة هو الوحيد القادر على القيام بإصلاحات عميقة تمس شكل منظومة الحكم، وتؤسس لمستقبل واعد.

وأضاف " هل من المستساغ أو المقبول أو المعقول أن تترك إصلاحات جوهرية بهذا الحجم لأحكام ضعيفة، أو لتحالف هش تجمعه المصالح الآنية وتفرق الرؤى الإستراتيجية؟ وهل المعقول أن يجلس المفوض من الشعب بأغلبية لامراء فيها فى انتظار منبوذ  من الجماهير أو مدمن للهزائم، متعطش للانتقام من الشعب الذى منعه مامنح لغيره؟".

وأعتبر ولد سيد أحمد البكاي أن الأطراف المناوئة للتغيير الدستورى المتوقع فى النهاية هي أكثر مستفيد منه، فإصلاح المنظومة السياسية وتعزيز اللامركزية واستعادة الثقة فى المنظومة الانتخابية وتعزيز التنمية فى البلد كلها أمور إجماعية والشعب هو المستفيد منها فى النهاية بغض النظر عن التوجه والانتماء والموقف حتى من العملية الإصلاحية بذاتها.

وختم ولد سيد أحمد البكاي بالقول " فى الدول الديمقراطية لايوجد خيار آخر، إما تمرير التعديل الدستورى داخل البرلمان وغقراره عبر المؤتمر، وهو أمر يرفضونه الآن ويجاهدون من أجل تعطيله، أو الذهب إلى الشعب وهو أمر يخافونه ولايتمنونه، بحكم التجارب السابقة التى أظهرت انحياز الشعب لمن يتبنى مصالحه ويدافع عن قضاياه".