شكل تقاعس منتدي الديمقراطية والوحدة المعارض بموريتانيا عن استقبال زعيم المعارضة الجديد الحسن ولد محمد، واتخاذ مواقف مسبقة منه رسالة سلبية أو علي الأصح كاشفة لمستوي تفكير اغلب النخب المعارضة بموريتانيا.
لقد تحول بعض زعماء المعارضة الموريتانية من رسل حرية وتواصل وأريحية إلي حظيرة مغلقة تكره الوافد غير المتخلي عن ذاته، وتخشي من استقبال أي ساعي مهما كانت صفته، والتحامل علي كل مخالف مهما كانت بساطة الخلاف معه.
إنه من المخجل بمكان أن يقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز استقبال زعيم المعارضة الجديد الحسن ولد محمد رغم خلفيته الإخوانية غير المستترة، وهزيمة للرئيس وحزبه في العاصمة أكثر من مرة، ويرفض رموز المعارضة الجلوس أو التحاور أو التشاور معه لأسباب أكثر من تافهة.
هل أصيب الرئيس بالضغط وهو يستقبل اخواني حملته أصوات الناخبين إلي هرم مؤسسة المعارضة؟ وهل يشكل اللقاء تزكية لمواقفه المناهضة له؟ وهل يعني أن التشاور بينهما بداية انهيار كتلة الجليد القائمة؟ وهل من المتوقع أن يتخلي الرئيس عن مواقفه من الإخوان بمجرد لقاء عابر مع زعيم المعارضة؟ أو يتخلي زعيم المعارضة عن قناعاته الفكرية لمجرد استقباله من طرف الرئيس؟!
طبعا .. لا
لكنها لحظة تكشف مستوي من القدرة علي محاورة المخالف، والحديث معه عن القضايا محل الخلاف، دون تخلي المحاور عن أهدافه أو الشعور بالخجل من مستقبليه.