شكل انهيار التحالف الداعم لللواء المتمرد فى ليبيا خليفه حفتر تحولا بالغ الأهمية على مسار الأحداث فى البلد المضطرب، وسط حالة من الصدمة داخل الدوائر العربية والغربية الداعمه له، بينما بدت حكومة "الوفاق" فى طرابلس فى حيرة من أمرها، غير قادرة على التحرك بأي اتجاه.
التحالف العسكرى الذى أعلنه قادة ينتمون للحركة الإسلامية بمختلف توجهاتها فى ليبيا، أثار الكثير من الجدل داخل الساحة بعد أن حسم معركة الحقول النفطية فى يومين، وأرغم قوات خليفه حفتر على التقهقر إلى "لبريقه" بعد أن تم تحييد سلاح الجو بمضادات جديدة للطيران تحصل عليها مقاتلو السرايا من جهات غير معلومة.
الطرف العسكرى المهزوم سارع إلى اتهام قطر بدعم التحالف الذى ينتمى أغلب قادته للثوار الذى أسقطوا حكم الرئيس اللليبى السابق معمر القذافى، بينما أتهم آخرون تركيا بإسناد المقاتلين الذين قلبوا الطاولة على رأس الجميع خلال ساعات، وهو يهددون بالزحف نحو بنغازي كبرى مناطق الشرق، بينما كانت مصر وبعض الأطراف الداعمة لها تخطط لإطلاق مبادرة جديدة، هدفها التمكين لحفتر وبعض المتعاونين معه.
حكومة الوفاق التى تسلمت اليوم الموانئ النفطية من التحالف العسكرى الجديد (سريا الدفاع عن بنغازى) بدت مرتبكة فى تعاطيها مع الملف، وانقسمت بين مؤيد للتحرك العسكرى الذى أطاح بقوات اللواء خليفه حفتر ( وزير الدفاع المقرب من الإخوان) وبين متحفظ على العملية ( السراج) المدعوم من الغرب وبعض الأطراف العربية.
وتحاول الدعاية العربية الداعمة لحفتر تشويه التحالف الجديد، بوصفه بالمزيج بين "الإخوان والقاعدة"، بينما يلقى التحالف دعما قويا من "دار الإقتاء" وبعض أعضاء المؤتمر الوطنى، ويعتمد على تاريخ مشرف فى مقاومة الطغيان.
ومن أبرز قادة التحالف الجديد "زياد بلعم" رجل بنغازى القوى، وأحد أكثر الذين ضحوا من أجل مواجهة خليفه حتفر وأنصاره، ويعتبر من أكثر المطلوبين فى ليبيا من قبل فلول الثورة المضادة. و" إسماعيل الصلابى" أبرز قادة الكتائب المحسوبة على الإخوان، واللواء مصطفى الشركسى المقرب من الجماعة، والقريب من تحالف مصراته ووزير الدفاع فى الحكومة الحالية بطرابلس، وعبد الله النوفلى الذى يعتبر أحد قادة الثورة البارزين.