شكل استقبال الرئيس محمد ولد عبد العزيز اليوم الثلاثاء 14 مارس 2017 للنقابة الوطنية للتعليم العالى نهاية لعقد من القطيعة، وبداية تحول فى مسار العلاقة بين الرجل والطيف الفاعل بجامعة نواكشوط، بعد توتر ساهم فيه محيط الرئيس وأبرز الفاعلين فى القصر.
النقابة التى حاول مدير الديوان السابق اسلكو ولد أحمد أزدبيه شقها، وعمق خليفته أحمد ولد باهية الأزمة معها إبان توليه منصب الوزارة، ظلت القوة الأبرز فى الساحة الجامعية، رغم وقوف الرجلين خلف النقابة الجديدة، بالدعم المعنوى والتعيين فى المناصب، وتهميش المناهضين لهما فى الساحة التربوية.
غير أن النقابة المهنية ظلت محدودة التأثير والانتشار، دولة بين المعينين فى الوظائف الحكومية، تحضر وقت التوتير لقيادة الجهد المضاد، وتكتفى ببيانات تتهم الآخرين بتسييس الجامعة، ويتبرع أعضائها بالتدريس وقت الإضراب لإفشال خطط الآخرين، دون رؤية أو شراكة فعلية بينها وبين مجمل الممسكين بزمام الأمور.
لكن الحزب الحاكم بموريتانيا قرر قبل أشهر خوض غمار انتخابات النقابة التى ظلت خاضعة للإسلاميين، مرشحا مستشار رئيسه الأستاذ محمد الأمين ولد شامخ لقيادة النقابة، وهو ما أثمر توافقا غير مكتوب، بين الغالبية من الأساتذة والحزب، لتنتهى حقبة الصراع باختيار مكتب جديد ورئيس جديد.
وقد أفضى التحول فى العلاقة بين الحزب الحاكم والنقابة إلى اللقاء الذى تم اليوم الثلاثاء بينها وبين الرئيس، بينما لايزال مصير النقابة الأخرى جد مجهول، بعد أن ولدت داخل مطبخ السلطة وهي خداج !.