ولد سيد أحمد فال : هذه أبرز رسائل الرئيس فى مؤتمره الأخير / فيديو

قال الباحث الموريتانى وأستاذ العلوم السياسية بجامعة نواكشوط محمد ولد سيد أحمد فال (بياتى) إن رفض جزء من الأغلبية الداعمة للرئيس للتعديلات الدستورية أمر غريب على الثقافة الديمقراطية، الأغلبية فى مجمل النظم ذات التقاليد الديمقراطية العريقة تؤمن وادعم الخطط التى يتقدم بها الرئيس والحكومة، بينما تقوم المعارضة بواجبها الرقابى والمعارض لما تراه برنامجا آخر يجب إسقاطه أو تقويمه أو التحفظ عليه.

 

وأضاف ولد سيد أحمد فال فى مقابلة مع الموريتانية ( لقاء خاص) إن الرئيس خلال المؤتمر الأخير أظهر أربعة مواقف يرى أنها كانت ضرورية فى الوقت الراهن وهي :

 

(1)  : انزعاجه الكبير مما حصل فى مجلس الشيوخ، ليس لأن المعارضة صوتت فهذا حقها والمتوقع منها، ولكن لأن أغلبية أكدت دعمها له وللمشروع الذى قدمه للبرلمان تصوت بهذا الشكل وهذا الحجم ضد مشروع يفترض أنه يمثل الأغلبية، وهو أمر قال الرئيس إنه ظاهرة غير صحية وغير مقبولة ولايمكن التسليم بها.

(2) : أن الرئيس ماض فى المشروع السياسى الذى تبناه والخطة التى رسمها لشكل النظام السياسى بموريتانيا، رغم انكسار المسار الأول داخل البرلمان بتصويت جزء من الأغلبية ضده، وبالتالى أراد طمأنة أنصاره والتأكيد لخصومه أنه لن يستسلم للأمر الواقع، ولن يقبل أن يكون التصويت المفاجئ لبعض معاونيه سببا لإلغاء مايؤمن به وما يخطط له وما يريد لموريتانيا أن تكون عليه.

(3) : أنه بصدد تصحيح الوضعية الداخلية للأغلبية وإعادة هيكلتها، لكن بالطريقة التى يريد هو وليس بالطريقة التى ينظر لها الطرف الآخر، أو تلك التى يتوقعها بعض السياسيين داخل البلد.

(4) : هو اظهار مشاركة القوى السياسية الداعمة له والمعارضة المحاورة فى صناعة القرار والآليات المتخذة من أجل تمرير التعديلات الدستورية، لأنها فى البداية نتاج تفكير مشترك بين كل المتحاورين، وبالتالى المسؤولية تقتضى وجود مشاركة فاعلة من قبل القوى السياسية كافة المؤمنة بها فى الخيار الآخر ، وهو الذهاب إلى الإستفتاء على أساس المادة 38 من الدستور الموريتانى.

 

ورأي ولد سيد أحمد فال أن مجرد الحديث عن خلاف داخل الأغلبية يوحى بضعف النظام وعدم تماسكه، وهو أمر يجب أن يوضع له حد، لأن الأصل والمفترض هو أن يكون النظام عبارة تحالف قوى أو أشخاص مؤمنين بنفس البرنامج، ينشطون من أجل تحقيقه على أرض الواقع، يتعاملون مع التحديات المحيطة بقدر من التعاون واليقظة، ويقتنصون الفرص المتاحة من أجل التمكين للمشروع الذى يؤمنون به، بدل التنافر والتضاد والاختلاف والدخول فى صراعات جانبية من شأنها تعطيل حركة النظام نحو الهدف الذى رسمه لنفسه وللشعب الذى يتولى تسييره.

فيديو: