ثورة فى قطاع الثقافة بموريتانيا ضد الحكومة والرئيس

يعيش قطاع الثقافة فى موريتانيا منذ أشهر ملامح تحول غير مسبوق فى تعاطى الفاعلين فيه مع الشأن الداخلى بموريتانيا، وتصاعد الانتقادات الموجهة من بعض رموزه للحكومة والرئيس.

 

القطاع الذى فقد الممسكون به زمام الأمور خلال الفترة الأخيرة، بات أبرز معاقل الرفض داخل الساحة الموريتانية، وأحد النقاط الرخوة فى الحكومة والأغلبية، وسط غموض بشأن أسباب الثورة المفاجئة للفاعلين فيه، وعجز الحكومة عن احتواء القطاع أو التعامل مع الوضعية الجديدة.

وقد بات القطاع بين مجاهر برفضه للرئيس ومنتقد للحكومة، وبين صامت معتزل للحياة السياسية والشأن العام،أو مستفيد من الأموال الموجهة للقطاع دون أي استعداد للدفاع عن الرجل الأول بالبلد، أو دعم المسار المرتبك للحكومة فى الوقت الراهن.

 

أصوات الفنانين المناوئين للرئيس أرتفعت بالسب والشتم والتعريض به، وتنوعت مصادر المواجهة تنوع المجتمع الموريتانى وتعددت جبهات التصعيد تعدد فئات المجتمع، وخصوصا تلك المنشغلة بالشعر والغناء والرقص.

وتداول الناس خلال الفترة الأخيرة أغانى بالحسانية والعربية والبولارية والولوفية تسخر من الرئيس وتسفه أحلامه، وأخرى تدعو الشعب للثورة وتصف الحكومة بأبشع النعوت، بينما أختار الموالون للرئيس أكل أمواله فى صمت، والاستفادة من مزايا دعمه دون الوقوف فى وجه العاصفة.

 

كما أنضم الشعراء لقافلة الرفض، وباتت معلقاتهم حديث الناس، وقطعهم الشعرية المتداولة محل تندر، بل إن البعض يخطط لطباعة ديوان يهجوا فيه الرئيس، بعد أن تراجع الإنتاج فى المعسكر الداعم له، وعز وجود قصيدة أو "طلعة" تمدح الرئيس أو تشيد بخصاله!.

 

وأستغل البعض الرسم للسخرية من واقع البلد فى ظل الحكومة الحالية، وباتت لوحات الفن تعكس حجم التمرد لدى الفنانين الشباب، رغم الإساءة لهم من بعض أعضاء الحكومة، وقلة الاحتضان من الجهات المعارضة للرئيس، لكن ثورة القطاع تبدو ككرة من اللهب تتقاذفها أيادى الغاضبين مما آلت إليه الأمور فى ظل الوضع الراهن.