اظهرت قمة مسار نواكشوط المعقدة اليوم الخميس 18-12-2014 ضعف القائمين عليها، وعجز بعض النخب عن القيام بالمهام الموكلة إليها في وقت مناسب، رغم الموارد الضخمة المخصصة لتلك الأنشطة.
ومن أبرز الأخطاء التي لوحظت اليوم الخميس بقمة مسار نواكشوط:
ضعف الصوتيات، حيث تعرض جمهور القمة من وفود أجنبية ووزراء ونواب وقادة جيش إلي للاهانة بعد أن استخدم القائمون علي الأجهزة آذانهم كفئران تجارب ينفخون فيها، وسط تعالي جلبة وضوضاء غير مسبوقة في القاعة مما أثار الفزع في نفوس الحاضرين.
غياب أي رؤية واضحة للبروتوكول الذي تعمد القائمون عليه اهانة بعض النواب وقادة الأحزاب وأعضاء الوفود من خلال المبالغة في التأخير للمقاعد الخليفة،بينما سمح لنظرائهم بالجلوس في المقاعد الأمامية لمجرد وجود علاقة أو معرفة بأحد أعضاء اللجان المشرفة.
كانت اللافتة الكبيرة خلف الرؤساء ورؤساء الوفود أسوء لافتة تم رفعها في قمة منذ اجتماع قريش بمكة لحصار الرسول صلي الله عليه وسلم، وكانت كلماتها متناثرة وغير منسجمة وبعضها غير مقروء.
لم ينتبه القائمون علي الربط إلي جهل بعض الزعماء الأفارقة بالعربية، لذا تسبب الأمر في ارتباك كبير داخل القاعة حينما تم استدعاء الريس أتشادي للمنصة من أجل الكلام باللغة العربية، ولم يفهم غير اسمه، ليستعين برئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز من أجل الترجمة له، وهو ماتم بالفعل لينسحب باتجاه المنصة من أجل إلقاء كلمته بعد أن تعرف علي أنه هو المطلوب للكلام.
حينما تم عرض الفلم المخصص للجهود الموريتانية كانت نسخته الأولي بالعربية دون أن يبلغ الرؤساء بأن القائمين عليها سيعرضون نسخة بالفرنسية، لذا حاول الزعماء الأفارقة تلمس خدمة الترجمة دون جدوي، وبعد استسلامهم للأمر الواقع، وانتهاء الفلم ابلغوا بأن عليهم الاستماع لنسخة جديدة بالفرنسية في ارتباك شديد، وعدم احترام لمكانة ونفسية الضيوف الكبار.
قامت اللجنة باستعراض جهود موريتانيا في مواجهة الإرهاب، لكنها عرضت صور من الخراب والدمار في بعض الدول الإفريقية الهشة كمالي ونيجيريا دون مراعاة لمشاعر الرؤساء الحاضرين، لأن موريتانيا يمكنها أن تفخر بمكانتها العسكرية دون التعريض بجيرانها أو ضعف ضيوفها.
لم يكن في القاعة أي ترحيب بالرؤوس لحظة دخولهم، كما لم يرحببالضيوف الذين حضروا من وزراء وضباط ونواب ومنظمات مجتمع مدني وبعض شركاء موريتانيا بالتنمية، وسط حالة من الجمود حولت القمة الأولي لمسار نواكشوط إلي مأتم بيد مجموعة من المتدربين الصغار.
حرص القائمون علي الاستراحة بتذكير الناس بوضع القارة الصعب ماديا من خلال النزر الذي عرضوا في احدي غرف قصر المؤتمرات،بينما اضطر آخرون للذهاب إلي مكاتبهم من أجل الشراب والشاي قبل متابعة القمة من جديد، وسط آمال باستفادة القائمين عليها من أخطائهم الحالية.
خاص - زهرة شنقيط