الجوع والعطش يفتكان بأقدم مدن الشرق الموريتانى

أرتفعت أسعار المياه بمقاطعة تمبدغة خلال الأيام الأخيرة لتصل أعلى سقف لها منذ بداية فصل الصيف (2000 أوقية) للمياه المالحة و3500 للمياه الباردة المستوردة من بعض القرى المحيطة بالتجمع الأقدم بالمنطقة.

 

وقالت مصادر محلية لموقع زهرة شنقيط إن الطلب أرتفع بشكل كبير على المياه خلال الأيام الخمسة الأخيرة بفعل ارتفاع درجة الحرارة (42-47 درجة)، وإن ارتفاع وتيرة أمراض الضغط داخل صفوف السكان بفعل المياه المالحة أمر متوقع، وسط تحذير مستمر من قبل الأطباء والصيادلة بالمنطقة.

 

ويشكل انهيار القدرة الشرائية للمواطنين فى فصل الصيف أبرز عائق أمام جلب المياه بصورة منتظمة، وسط غياب تام لوزارة المياه والأجهزة المكلفة بتقديم الخدمة لطالبيها داخل القطاع.

 

ويعتمد عشرات الأسر على ماتجود به أيادى المحسنين من ماء فى ظل عجزهم عن تأمين سعر برميل المياه الذى بلغ مداه خلال الفترة الأخيرة، وغياب أي جمعيات ثقافية أو خيرية قادرة على تقديم العون للفقراء فى أحياء المنطقة المنكوبة بفعل العطش والإهمال وضعف النخب المنحدرة منها.

 

ويشكل هاجس العطش فى رمضان  منغصات الصوم فى المنطقة الشرقية، حيث تعجز الأسر عن توفير المياه الباردة لطالبيها وتأمين وجبات الإفطار كل يوم للصائمين فيها، فى مجتمع يعتمد بالأساس على الثروة الحيوانية، التى تمر بمرحلة صعبة فى مثل هذه الأشهر من كل عام، ناهيك عن تكاليف الماشية ذاتها.

 

وتقول التقارير الواردة من الداخل إن السكان فى بعض المناطق المجاورة يعانون من نقص شديد فى المواد الغذائية، حيث ارتفعت أسعار المتوفر منها، وعجز البعض عن تأمين لقمة العيش بفعل انتهاء المخزون الذى كان يعتمد عليه من فصل الخريف، ورفض أصحاب المتاجر بيع المواد الغذائية بالدين لبعض طالبيها.

 

وتعانى مجالس محلية من ظاهرة انتشار الفقر الشديد، ولم تستفد تلك المجالس من أي توزيعات غذائية منذ فترة، رغم انهيار القدرة الشرائية لمواطنيها، وخاصة فى بلديات " الصحبى" و"بالنعمان" و"أم الحياظ" و"تميزين" وبعض القرى المتناثرة بين الوديان فى بلدية "لغليك"،  وسط آمال محلية باتخاذ الحكومة بعض التدابير المستعجلة لإنقاذ السكان.

 

وقد غابت مفوضية الأمن الغذائى عن المنطقة، وأختارت المفوضة نجوى بنت كتاب بداية مشوار التوزيعات المجانية بولاية آدرار ، مسقط رأس المفوضة ، وأعلنت عن دفعة ثانية من التوزيعات المجانية فى الرياض ( عاصمة البؤس فى العاصمة نواكشوط)، حيث أعلنت الحكومة عن استفادة 20 ألف أسرة من التوزيع، وهو رقم مبالغ فيه كما تقول الجمعيات النشطة بالمنطقة والسلطات المعنية بمتابعة سير الحملة الدعائية الأخيرة.