لهذه الأسباب ستخسر الحكومة محاكمة روصو

مع اقتراب العد التنازلي لمحاكمة رئيس حركة إيرا بيرام ولد الداه ولد اعبيدي وأنصاره بمدينة روصو الحدودية، تبدو الحكومة الموريتانية غائبة أو مغيبة عن مسار المحاكمة الأكثر حساسية خلال العام الجاري بفعل ضعف بعض الأجهزة التابعة لها.

 

ففي الوقت الذي بدأت فيه الحركة حملة تعبئة عامة من أجل كسب المعركة، وقفت أجهزة الدولة عاجزة عن فعل أي شيء في انتظار أوامر من الرئيس أو وزيره الأول، ضمن حالة من السلبية تجتاح أكثر القطاعات الحكومية علاقة بالملف.

 

ما الذي قامت به وزارة العدل؟

 

يتوقع أن يكون شكل القاعة التي ستتم بها الجلسات مقبولة داخليا وخارجيا، بحكم أنها ستكون محل أنظار العالم، كما أن شكلية المقاعد، والصوت داخل قاعة المحكمة، وانسيابية التعامل مع الوافدين من شخصيات حقوقية، ودبلوماسية واعلاميين، مما يجعل القادم للمحاكمة في حالة نفسية تسمح له بالحكم علي سير المحاكمة بشكل منصف، بدل تحويل المشهد إلي معركة تخسر فيها  الحكومة التعاطف، وتحول تعاملها مع الوافدين إلي مصدر ازعاج وقلق لمتابعي المحاكمة.

 

أين اختفت حقوق الإنسان؟

 

كما أن مفوضية حقوق الإنسان لا تزال غائبة أو مغيبة عن المحاكمة الأولي لحقوقي منذ 2005، بفعل ضعف روح المبادرة لدي القائمين عليها.

 

وينتظر أن تقوم المفوضية المكلفة رسميا بحقوق الإنسان بتكوين بعثة مركزية لعدة أهداف:

 

 طرح أشخاص في حالة جاهزية للتعليق علي سير المحاكمة، والأحكام المتوقعة فور صدورها، وتصريحات المعتقلين أمام المحكمة الجنائية، وتشرح للإعلاميين الراغبين في ذلك مجمل الخطوات التي تم اتخاذها لمعالجة ملف العبودية وانتهاك حقوق الإنسان بموريتانيا.

 

كما يتوقع من المفوضية المكلفة بحقوق الإنسان نقل الصحفيين الراغبين في تغطية المحاكمة يوم الأربعاء القادم، بدل تركها دون تغطية، أو السماح للقنوات الأجنبية وبعض الإعلاميين المقربين من إيرا بالقيام بالدور الذي يحلوا لهم، دون أن يكون هنالك صوت محايد يشرح للرأي العام الوطني والخارجي  حقيقة ما يجري من أحداث، وينقل تفاصيل المحاكمة بشكل دقيق من أجل طرح كل أفكارها للنقاش.

 

كما يتوقع من إدارة الأمن أن تصدر تعميما للعاملين في جهاز الشرطة من أجل معاملة الجمهور والصحافة والحقوقيين معاملة أخلاقية، بدل الرفس والضرب والملاحقة والطرد الذي اتسمت به محاكمات سالفة بموريتانيا.

 

غير أن المظاهر العامة توحي بأن الحكومة مشلولة، وأنها غير معنية بتطورات الملف أو عاجزة عن فهم أبرز تجلياته لحد الساعة، في انتظار معرفة ما يريده الرئيس في اجتماع الحكومة يوم الخميس القادم كما جرت عادة اغلب القطاعات الوزارية بموريتانيا.

زهرة شنقيط

22-12-2014