ناشد الإمام سيدى عبد القادر ولد أطفيل دور الشعوب الإسلامية وحكام الأمة إلى رص الصفوف وإنهاء القطيعة، ونبذ الخلافات السياسية والمحافظة على ما تبقى من جسد الأمة المثخن بالجراح، محذرا من مصير مشابه لما آلت إليه دولة "الأندلس" بعد صراع حكام الطوائف فيها وتقويض أسس التعايش.
وقال ولد أطفيل فى خطبة الجمعة بمسجده قرب "كرفور ستي أسمار" (8-6-2017) إن البعض تآمر على العراق فضاع العراق والآن يتآمرون على مابعد العراق لإلحاقه بالعراق، مذكرا بالواقع المر الذى تعيشه ليبيا وسوريا واليمن. مستهجنا الانتقال من اليمن إلى بلد آخر، ولما يحسن قادة تلك الدول ذبح الضحية الأخيرة.
وقال ولد أطفيل إن دفع الجزية للغرب الكافر من أجل الاستمرار فى الحكم أو جلب الدعم فى صراع الأشقاء أمر مؤسف، مذكرا بأن الغرب إذا ساعد اليوم فى تدمير هذه الدولة وغدا فى تدمير أخرى، فمصير البقية مشابه والتجارب تحكى وقائع مشابهة، والأفضل هو الاعتصام بالله عز وجل والانحياز للشعوب الأمة الإسلامية.
وقال ولد أطفيل إن أكثر أمراء الأندلس نضجا وحكمة كان حاكم "أشبيليه" الذى أستنجد بالأمير يوسف بن تاشفين قائلا إنه يفضل العمل كراعى لابن تاشفين بدل العمل كحارس لخنازير الروم.
واستغرب ولد أطفيل تجاهل الحكام لأصحاب الرأي والعلماء والأمة فى اتخاذ القرارات الكبيرة، قائلا إن الرسول صلى الله عليه وسلم المعزز بالوحي كان يستشير أصحابه فى القرارات المهمة والصعبة، محذرا من تعزيز قيم القطيعة والتباعد والتباغض، وداعيا إلى تجذير قيم المودة والشراكة والعمل من أجل مساعدة الضعفاء.