الصواب: موريتانيا عادت لعصر السجون السياسية

انتقد حزب الصواب المعارض بموريتانيا بشدة ما أسماه عودة عصر السجون السياسية، وزوار الليل، والمعتقلات السرية وربما أقبية التعذيب التي من غير المستبعد أن تكون آخر مبتكراته التقنية قد استأنف الجلادون تأهيل بعضها في أغوار هذه الأقبية المعتمة.

وقال الحزب في افتتاحيته اليوم الاثنين 14 أغسطس 2017، التوقيف والاعتقال المتكرر للسيناتور محمد ولد غدة والرواية الصادرة من ذويه عن الطريقة الأخيرة التي تم بها سحبه ليلا من بيته تعيدنا بحزن إلى أجواء الثمانينيات وسنوات الرصاص، وما اتسمت به من مطاردات واعتقال قسري دون محاكمة، والتوقيف دون إصدار لائحة اتهام، و سرية أماكن الاعتقال.

وأضافت الافتتاحية أن السناتور محمد ولد غدة ما زال حتى هذه اللحظة يتمتع بحصانته البرلمانية التي توفر الحماية القانونية والسياسية لكل برلماني حتى يستطيع تأدية وظيفته الدستورية ضمن واحدة من أهم السلط في النظم الديمقراطية وهي السلطة التشريعية، يؤديها بعيدا عن تأثير السلطة التنفيذية وأدوات ترغيبها وترهيبها المتنوعة.

وأضافت الافتتاحية أن من ينشد دولة الحق والقانون لابد أن يكون حريصا على الحرية الفردية للأشخاص: حريتهم في اتخاذ المواقف السياسية، حريتهم في التعبير عن رأيهم، والتظاهر من أجله.. وألا تقيد هذه الحرية إلا بقانون وتحت إشراف سلطة تمتلك الأهلية الأخلاقية والقانونية لتطبيق القانون، ولا ينبغي أن نتوقف هنا بل نعمل من الآن على تطوير الوضع السياسي والاجتماعي والأمني في بلادنا بما يبعد شبح العودة إلى ممارسات العهود الاستثنائية مع الأشخاص ومجرمي الحق العام العاديين ، فكيف إذا تعلق الأمر باعتقال عضو في البرلمان والذهاب به ليلا من بين عائلته إلى مكان مجهول، لا يعرف عنه إلا التخمينات وتسريبات المواقع.