انتهاك أمريكي للسيادة الوطنية .. هل سقطت الدولة؟

يواصل السفير الأمريكي الجديد بموريتانيا استفزازه للحكومة الموريتانية والشعب من خلال جولات شعبوية هدفها لفت الانتباه لنفسه، وأخري سياسية تهدف إلي زعزعة استقرار البلد، وتحريض نخبه السياسية علي التدابر من أجل تدخل أمريكي قد يمهد لتوتير الوضع الأمني بموريتانيا.

 ويتعامل السفير الأمريكي الجديد بقدر كبير من الصفاقة والتدخل في شؤون البلد، في خرق للأعراف الدبلوماسية المعمول بها، مستغلا ضعف النظام القائم حاليا، وهشاشة النخب الموريتانية المستعدة للتعامل مع أي غريب مهما كان تدخله خطيرا علي وحدة البلد وتعايش أبنائه.

 

ولعل الغريب في الأمر هو مسارعة الحزب الحاكم إلي نشر تصريحات الرجل المستفزة، والترويج لخطابه المعلن تجاه قضايانا، مع تساهل الأجهزة الأمنية مع تحركاته التي اتسمت بالعبثية.

فمرة ينشر صوره وهو في نقاط بيع اللحم المشوي بنواكشوط الغربية، وتارة يبث لنفسه صورا مع أطفال صغار في وضعية غير جيدة لتشويه صورة البلد، والتلاعب بمشاعر فقرائه، وتارة أخري يظهر بالزي الموريتاني، مستغلة سذاجة البعض وانفتاحه علي أي وافد من أجل اختراق منظومته الاجتماعية.

 

لكن الأخطر هو تحوله من سفير دولة ينتفض أبنائها السود طلبا للعدالة والمساواة، ورفضا للعنصرية التي باتت تحصد أرواحهم كل يوم، إلي عراب حلول اجتماعية يجربها في بلد آخر، كان إلي قبل أسبوعين له سيادة وصاحب كلمة حرة، ويرفض نوابه أي تدخل خارجي!.

إن وزير الخارجية أحمد ولد تكدي مطالب الآن بالتعبير عن البلد المستقل، واستدعاء السفير، كما أن الداخلية معنية بمراقبة تحركاته، حفاظا علي أمنه وهو يدرك مناطق مظلمة وغير معهود لكبار الشخصيات، وحفاظا علي أمن بلد كلفت بتعزيزه وضبط مهدديه مهما كانوا.