تابعت _بألم ومرارة – الصورة التي تنشرها المدونة مريم سيدي الأمين لثانوية مدينة تمبدغة بولاية الحوض الشرقي. شاهدت معالم عشت في أحضانها مراحل بهية من عمري، رفقة أصدقاء وأقران يتقاسم أغلبهم هذا الفضاء معي الآن، وأعتقد أن سيقامونني ذات الشعور لو شاهدوا الصور التي شاهدت...
عنوان المعرفة، ومحضن العلوم، وبوابة المستقبل الباهر، ونادي تجمع كفاءات المدينة، هكذا كانت ثانوية تمبدغة بالنسبة لي ولغيري من أبناء المدينة ممن تخرجوا من هذا الصرح الذي تحول في غفلة منا ومن المسؤولين (كدت أقول تغافل) إلى أطلال متهالكة، ومباني مغبرة، بألوان باهتة، ومحيط تنكره العين والذوق، ويتنافر مع ماضي المؤسسة المجيد، ويؤشر لمستوى واقعها، ويخيف ويقلق على مستقبلها..
كم هو مؤلم أن يحطم ماضيك أمام ناظريك.. وأن "يلغى" جزء من ذاكرتك كرها منك في عوالم النسيان.. وأن يحول أملك ورهانك للمستقبل إلى حاضر غير مطمئن، ومستقبل غامض، بل مخيف..
أي مستقبل ينتظرنا ونحن "نسير" بهذا السرعة الكبيرة نحو الخلف.. ثانوية تمبدغة لمن يعرفها – مظهرا ومخبرا – دليل على الأشواط السريعة التي سرنا، بل تقهقرنا بها – بكل ألم وأسف – خلال العقود الماضية.
أشعر بحاجة ماسة للتنفيس عن الشعور الذي انتباني.. ورغم ذلك فسأجل التنفيس عنها إلى حين..
بل سأحاول مع كل محبي هذه المدينة الزاخرة بعبق التاريخ، وعنفوان الإيجابية والتأثير وعدم الاستسلام للمشاعر السلبية، لتحويل ألمنا لفعل إيجابي، نؤدي من خلاله بعد واجب المدينة علينا..
ونرد جزءا من جميلها، ونساهم في تغيير الحاضر، وفي توفير شحنة اطئمنان للمستقبل.. ما رأيكم في مبادرة لإنقاذ التعليم في هذه المقاطعة، ولتكن الثانوية العنوان..
لنتبرع لها.. لنوصل واقعها لمن يملك أي جهد للمساهمة في تغييرها.. لنسعى لأن نعيدها – على الأقل – كما وجدناه أيام دراستنا فيها...
وعلينا أن لا نستصغر أي جهد.. فدفتر أو كتاب تقدمه يمكن – مع غيره – أن يتحول إلى تجهيز كامل لتلميذ في هذا الثانوية "الذاكرة"... دعونا نستفيد من مشاعر الألم والحزن.. ونحول إلى أمل وفعل إيجابي.. دعونا نشعر ثانوية تمبدغة أننا لم ننسها..
وأن جميلها التي وضعت فيها كان في محله
.. أعول على مساهماتكم بالأفكار..
بالمقترحات.. بالفعل الميداني.. بالتبرع.. بالتوعية.. بما يتيحه موقعك.. وموقفك.. وظروفك.. المهم أن تساهم حيث أنت..
ما رأيكم أصدقائي.