روى الدكتور محمد فال ولد مولاي عبد الله ولد عبد المالك تجربة مساره للحصول على شهادة الدكتوراه في مادة الفيزياء في جامعة محمد الخامس بالمغرب.
وقال الدكتور – وهو أحد الأوجه الشبابية التي حققت انجازا هاما لجيكني– في مقابلة مع مدونة جيكني إنه منشغل إلى حد الساعة بالبحث العلمي من أجل مواصلة إسهاماته في هذا المجال.
مدونة جيكني: الدكتور في البداية نشكركم على قبول الموافقة على المقابلة ونريد منكم في البداية الحديث عن مساركم الدراسي نحو الدكتوراه؟
الدكتور: أشكركم على انشاء هذا المنبر الذي يتيح لنا معرفة بعض أخبار المقاطعة كما أشكركم كذلك على إتاحة الفرصة.
وبخصوص سؤالكم فقد كانت بداية مشواري الدراسي في المدرسة الابتدائية بمقاطعة جيكني حيث درست فيها الابتدائية في 1994 -2000 ثم بعد ذلك واصلت الدراسة في الإعدادية في المقاطعة من 2000 -2003 بعد ذلك انتقلت إلى ثانوية تمبدغه لعدم
وجود تخصص الرياضيات في ثانوية جيكني ، ودرست سنتين لأنتقل إلى ثانوية العيون للتحضير للبكالوريا في شعبة الرياضيات حيث حصلت عليه في 2007 -2008 بعد محاولة فاشلة، وبعد ذلك درست في جامعة نواكشوط بداية 2008 وحصلت منها في 2011 على الإجازة في الفيزياء الرياضية (الجانب النظري الرياضي في الفيزياء) من جامعة محمد الخامس بالرباط قبل أن أحصل مؤخرا من نفس الجامعة على شهادة الدكتواره.
وتعتبر مرحلة البكالوريا والدكتواره هما المحطتين الأصعب خلال المسار الدراسي بالنسبة لي.
مدونة جيكني: كيف ترون واقع المقاطعة؟ وماهو تقييمكم؟
الدكتور:في الحقيقة بسبب الانشغال بالدراسة لم أبق كثيرا منذ 2007 في المقاطعة لكن وحسب متابعتي لما يشر في منصات التواصل الاجتماعي فإن هناك حراكا شبابيا مواليا ومعارضا مهما.
أعتقد أن واقع المقاطعة يلعب فيه عزلتها دورا كبيرا كما أن السياسيين(أنوه هنا إلى محدودية فهمي للسياسة ، وتفكير السياسيين) حسب وجهة نظري لم يوفقوا في جلب الضروريات الأساسية للمدينة بسبب التشرذم والتعصب للسياسة وعدم وجود معارضة في المدينة.
وأعتقد أن وجود الآن تنوع سياسي هو مسألة صحية وجيدة على عكس مايراه المتعصبون لأنه سيدفع إلى تنافس ايجابي يقود إلى خدمة المقاطعة.
مدونة جيكني: ماذا عن الطريق إلى تحصيل الدكتواره ّ؟ وهل تفكرون في العودة إلى الوطن؟ وماذا عن مستقبلكم المهني؟
الدكتور: الطريق إلى الدكتواره لم يكن في جميع جوانبه مفرشا بالورود فبالإضافة إلى المشاكل المالية كانت صعوبة التخصص والفترة الزمنية الوجيزة كلها عوامل ضعط نفسية تذعك تفكر بين الفينة الأخرى في التوقف لكن بفضل الله ومساعدة الأسرة ، وكذلك أساتذتي المؤطرين ووسع باع هذين الأخيرين في مجال التخصص تمكنت من كسب التحدي فيما يخص المستقبل المهني ، ولاأريد توقيف البحث العلمي لذا الخطوة المقبلة سواء كانت الرجوع إلى الوطن أو الذهاب إلى وجهة أخرى يجب أن أقوم بها بحزم ولم أقرر.
مدونة جيكني:. لماذا لاتملك جيكني أي ذكر؟ وليس لديها صوت؟
الدكتور: في الحقيقة ليس لدي معرفة جيدة بواقع شباب المقاطعة في الوقت الحالي لكن أستغرب عدم وجود أصوات عدة للمقاطعة ، ولعل علو صوت السياسة على كل الأصوات الأخرى هو السبب.
ومن وجهة نظري المتواضعة جدا أعتقد أن انخراط جميع الشباب وبشكل متعصب في العمل السياسي ليس بالأمر الجيد بدلا من ذلك أعتقد أن الأولوية بالنسبة للشباب يجب أن تكون من أجل التعليم ونشر ثقافة العلم والنوادي الأدبية في زمن العطلة الصيفية مما يبقيهم دائما في حندق العلم.
مدونة جيكني: هل من تصور تقدمونه عن تطوير واقع التعليم في المقاطعة؟
الدكتور: تصوري عن كيفية تطوير واقع المقاطعة على صعيد التعليم وحلول هذه المعضلة فــأرى أن عدم وجود أساتذة للمواد العلمية إشكال مطروح.
وفي هذا الإطار أعلن تضامني مع التلاميذ المتظاهرين وأثمن اللفتة التي قوبلت بها هذه المظاهرات وأتمنى أن تفضي إلى حل لهذه المشكلة وأعتقد أن الحل الجذري لن يكون باستجلاب أساتذة إلى المدينة وإ‘نما من خلال توجه أبناء المقاطعة إلى هذه التخصصات والرجوع إليها للتدرريس بعد التخرج.
وأتذكر أن الفترة التي درست فيها في مدينة تمبدغه كانت ثانويتها متميزة كما كانت إبان دراساتي بها وأعتقد أن الفرق بين الثانويتين هو كون الأولى كانت تعتمد على أساتذة ليسوا من المقاطعة وبالتالي تحولوا بعد ذلك بينما جل طاقم التدريس في ثانوية العيون هو من أبناء المقاطعة وبالتالي مستقرين مما حافظ على تميزها.
مدونة جيكني: ماهو واقع المقاطعة بشكل عام وحبذا لو تحدثتم بشكل مفصل عن أطروحة الدكتوراه؟
الدكتور: دعني في البداية أعرج على ماهية الفيزياء فهي علم الطبيعة أي نسعى من خلالها إلى فهم الكون ولديها علاقة وطيدة بالرياضيات ، ففي الرياضيات علينا فقط مراعاة سلامة المنطق بينما في الفيزياء نستخدم الجزء من الرياضيات الذي يمكننا من خلاله وصف الكون كأن تجد لعبة مؤسسة على قوانين محددة أنت لاتعرفها وتحاول أن تكتشف بنفسك.
في هذه المادة نستخدم المنهج العلمي لفهم الكون أي من خلال واقع معين والذي نعني به مسالة متفق علي صحتها لكن بشكل عام الواقع لا يعطي تفسيرا لهذه المسألة لتفسير واقع مانقوم به بوضع فرضية والذي نعني بها طرح علمي يمكن إثباته أو نفيه عندما نتأكد من عدم صحة فرضية مانقوم به ومن خلال مسلسل فرضيات نتوصل إلى فرضية مؤكد من صحتها عدة مرات وهو مايسمى ب"النظرية" التي علاوة على التأكد من صحتها تعطينا تنبؤات هناك أيضا مايعرف ب"القانون"وهو تعميم وصفي يعطينا ماذا يحدث في ظروف ولايجيبنا
عكس النظرية علي لماذا تحدث مسألة معينة بالطريقة التي تحدث بها كما أن النظرية قابلة للتعميم بينما القانون ثابت كمثال على هذه المفاهيم "واقع"أن جسيم الأجسام تسقط (على الأرض) نحو الأسفل لا يشرح لنا سبب هذا السقوط بينما بواسطة "قانون" انيوتن للجذب العام يمكن حسابه قوة الجاذبية الأرضية على الأجسام التي تسبب سقوطها نحو الأسفل لكن نظرة النسبية العامة لأنشتين تفسر لنا قوة الجاذبية كنتيجة لتقوس نسيج الزمكان (الزمان والمكان ) الناتج عن كتلة الأرض وتتنبأ لنا بأن الأجسام ذات كثافة الكتلة العالية لا يمكن القرار منها وهو مايعرف"الثقوب السوداء".
فهمنا الحالي للكون هو أنه نشأ انطلاقا من نقطة كثافة الطاقة فيها لا نهائية ، ولاتزال لغزا لأن المعادلات الرياضية التي نستخدمها غير معروفة في هذه النقطة وبعد ذلك بدأ يتمدد ويبرد وهذا التمدد صاحبه تحولات طورية كالتي تحدث عندما نقوم بتبريد الماء فيتحول من سائل إلى حامد هذه التحولات الطورية يصاحبها انكسار أو اختفاء لبعض التناظرات أي التحولات التي يمكننا القيام بها دون تغيير الزمن لنتائج التجارب الفيزيائية إذا لم يغير أي من العوامل الأخرى للتجارب (تناظر في البعد الزمني للزمكان
لوصف التأثرات بين الجسيمات الموجودة في الطبيعة نستخدم مايسمى بالنموذج المعياري الذي من خلاله يمكننا وصف التأثر النووي القوي الذي يبقى نواة الذرة متماسكة رغم التنافر الكهرومغناطسي الناتج عن كون البروتونات لديها نفس الشحنة التأثر الكهرو –ضعيف الذي يقابل تناظرا انكسر عندما كان الكون لديه طاقة في حدود 100 جيجا فولت مما أعطى كتلة غير منعدمة للجسيمات المكونة للذرة ويعطي التأثر الكهرو مغناطيسي في مستوانا النموذج قد حقق منها تجريبا أخر لبنة من النموذج كانت جسم هيجر الذي الذي رصد تجريبيا 2012 بعد 48 عام من التنبئ نظريا بوجوده والذي من خلال تأثرنا معه يمنحنا كتل وبالتالي تفسيرا لماهية الكنلةة إلا أن هناك الكثير من الأسئلة المفتوحة التي لايعطينا جوابا، ويعاني من عدة مشاكل من بينها مثلا:
عدم استطاعته وصف قوة الجاذبية وبالتالي علينا ايجاد نظرية فيزيائية تعمم هذا النموذج عند الطاقات مابعد مستواه الطاقي وتؤول إليه عند مستوى الطاقة 100 جيجافولت من أكثر النظريات اقبالا من لدن الباحثيت نظرية مايعرف بالتناظر الفائق والتي توجد على 8 مستويات مختلفة رسالة الدطتوراه التي قدمتها حول الانكسار الجزئي من المستوى الثاني إلى الأول الذي ينكننا من التوليف بين التناظرات الفائقة ذات المستوى الثاني والنموذج المعياري في هذا الصدد وبمساعدة أساتذتي المؤطرين والمعروفين في المجال ولديهم سمعة عالمية جيدة فيه ، استطعنا أن ننشر بحثين في مجلتين علميتين دوليتين عريقتين ولدينا بحث ثالث قيد الارسال.
مدونة جيكني: لماذا الفيزياء تمثل دوما عائقا أمام تلاميذ البكالوريا ،هل المشكلة من منهجية التدرئيس؟ أم من الأساتذة؟
الدكتور:حسب اغتقادي فإن المشكلة دائما تكمن في عدم تعمق بعض الأساتذة في فهم هذه المادة مما ينتج عنه توجه الطلبة إلى الحفظ بدل الفهم ، كما أن عدم اهتمام بعض الأساتذة والطلبة ب"ثقافة الفيزياء" إن صح التعبير أي التركيز ليس فقط على القوانين والجانب الرياضي وإنما كذلك مثلا لماذا لانهتم بدراسة القانون ما مع اعطاء لمحة تاريخية عن كيف اكتشافه مما يبين وجه جمال هذه المادة ، ويرغب التلاميذ في البحث أكثكما أن قراءة الكتب الموجهة لغير المتخصصين أمر مهم لما فيها من تبسيط المادة.
مدونة جيكني: هل تنوون الترشح مثلا لجائزة شنقيط بموريتانيا؟
الدكتور: في الفترة الحالية علي التركيز على البحث العلمي وزيادة اسهاماتي في هذ المجال ، وربما مايزال الوقت مبكرا بعض الشيئ على التفكير في هذه الجائزة.
مدونة جيكني: هل من كلمة ختامية؟
الدكتور: أشكركم مرة أخرى وأتمنى لكم مزيدا من النجاح