ولد منصور يشرح رؤي حزبه في حوار اذاعي مثير

دافع رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعارض محمد جميل ولد منصور عن رؤي حزبه الفكرية، ومواقفه السياسية، وتحالفاته الداخلية والخارجية في حوار مثير علي اذاعة الجمهورية الإسلامية، ضمن حلقات محدودة تمنح للمعارضين بموريتانيا من كل عدة أشهر.


 

تعريض وتعويض

الحلقة التي بدأت بتعريض صريح برئيس الحزب محمد جميل ولد منصور ومواقفه من قبل المدير العام للإذاعة محمد الشيخ ولد سيدي محمد، الذي اتهم الحزب بادارة الظهر لشركاء العملية السياسية، والتعامل بروح انتهازية مع المحطات التاريخية في البلد، مع تفريق بين الحزب كمنظومة سياسية والإسلاميين كحركة فكرية، قائلا إن صحفييه "المهنيين" سيكونون الليلة في مواجهة مع بعض السياسيين وليسوا في حوار مع العلماء.

 

واستغل المدير العام فرصة انتباه الرأي العام لمقابلة ولد منصور، بحكم فاعلية حزبه ومركزيته في التشاور القائم حاليا، ليوجه رسائل مدح وتقدير للحكام الممسكين بزمام الأمور في موريتانيا، وليعرض ببلدان الربيع العربي كافة، مثنيا علي المجهود الذي بذله الجيش لضمان الأمن وفرض السكينة والاستقرار في محيط تتخبط دوله في الكثير من المشاكل.

 

وقد بادر ولد منصور قبل الخوض في النقاش مع الصحفيين إلي الرد علي كلام المدير العام للإذاعة قائلا إن رموز حزبه لايتعاطون الشأن السياسي بالظهور أو بالبطون، وإن نهجهم هو التعامل بوجه مكشوف مع مجمل القضايا بعد تقدير وتدبير، وترجيح لما فيه مصلحة الشعب واستقرار البلد وتنمية مساره الديمقراطي الهش.

 

وساير ولد منصور تصريحات مدير الإذاعة بشأن بعض دول العربي التي قادها الاستبداد والانسداد إلي الانهيار، وعرض بانقلاب الجيش المصري علي الثورة والتجربة الديمقراطية، وامعانه في قتل الأطفال والنساء من أجل التمكين لحاكم عسكري مستبد، كما تناول واقع الإخوة في سوريا ممن يدفعون الآن من أرواحهم وأعراضهم وأموالهم وأوطانهم ثمرة الاستبداد، وجشع الحاكم، ونفاق المجتمع الدولي.

 

ودعا رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية بالأمن والاستقرار لبلده، وحمد الله علي عقلانية المجتمع وسلمية الحراك المعارض،رغم اصرار البعض علي انتهاك الحريات، وتجويع الفقراء، وافساد البلد، ونهب مقدراته.

 

استعداد مشروط للحوار

 

ولد منصور أكد استعداد حزبه والمنتدى الذي يجمع اغلب رموز الطيف السياسي للحوار مع السلطة من أجل تجاوز الأزمة السياسية الراهنة، وأكد أن رؤيتهم للحوار تم نقلها عبر الأمين التنفيذي محمد فال ولد بلال إلي الوزير الأول، نافيا أن يكون المنتدي قد تجاهل دعوة الرئيس مسعود ولد بلخير للحوار، ومؤكدا أن السبب في عدم تداول موقف المنتدي من مبادرته هو اختياره هو في أن تظل خارج التداول الإعلامي، ولكن ولد بلخير يدرك موقف المنتدي، ورؤيته للوضعية السياسية عموما، وموقفه من مبادرة مسعود ولد بلخير.

 

ورفض ولد منصور التعليق علي المشاركة في انتخابات الشيوخ، قائلا إن حزبه لم يناقش الملف لحد الساعة، لذا لايمكنه هو أن يتحدث في مسألة لما يتخذ منها موقف أو تطرح للتداول في الجهات التنفيذية المختصة.

 

علاقة احترام وتبادل في التأثير

وعن اتهام حزبه بالعلاقة مع قوي سياسية خارجية كحركة المقاومة الإسلامية حماس أو حزب الحرية والعدالة بمصر أو النهض بتونس، قال إنه فخور بانتماء حزبه للمدرسة الإسلامية المعتدلة ذات الطرح الوسطي، وإن العلاقة هي علاقة تأثير فكري واستفادة متبادلة من تجارب البعض، أما العلاقات التنظيمية فهي معدومة بحكم أن الأحزاب تعتبر تعبيرا محليا عن رؤية سياسية لأوضاع البلد الذي تنتمي إليه، ولكن التحالف والتواصل والتعاون في المشترك من الفكر والمواقف أمر وادر، وهو مسار يشترك فيه الجميع، بل إن للحزب علاقات وازنة في محيطه العربي والإفريقي والإنساني من خارج الدائرة الإسلامية أو المحسوبة علي الأصح علي تيار الإخوان المسلمين.

 

تدخل مرفوض

 

وعن رؤيته للحراك السياسي لبعض السفراء الأجانب بموريتانيا قال ولد منصور إنه يقبل ويدرك أن للدبلوماسي حق التواصل مع مجمل الطيف السياسي، تعبيرا عن مستوي الاهتمام الذي يحمل، والرغبة في تطوير العلاقة بين النخبة المؤثرة في المشهد والدولة التي يمثلها ويعبر عنها، ولكنه يرفض ويتحفظ ولايقبل التدخل الخارجي الذي يتعدي حدود التعامل الدبلوماسي إلي الغوص في التفاصيل المحلية والتعامل مع الأمور الحساسة بمنطق يخرق سيادة الدولة ويمس من هيبتها أمام الرأي العام الداخلي والخارجي.

 

كما أنه يرفض تدخل موريتانيا في الشؤون الداخلية لدول أخري، أو الدعوة لذلك أو تشجيعه أو العمل علي تنفيذ أجندة الغير، مهما كانت المبررات المقدمة.

 

دور النساء في الحزب

 

وعن امكانية تأثير النساء علي قرار الحزب باعتبارهم كتلة سياسية ضاغطة، أو دفعه إلي قبول الحوار، قال ولد منصور إن الحزب برجاله ونسائه مع الحوار، وراغبون فيه، ومقتنعون بأنه الأسلم والأجدى لحل مشاكل البلاد، وإن مسوغاته قائمة، ودواعيه معروفة، والأزمة التي يتخبط فيها منذ فترة تدفع المشفقين عليه إلي التأكيد علي أهمية الحوار، والتجاوب مع أي دعوة توجه اذا كانت جدية وصادقة بالفعل وذات أسس واضحة، ونتائج مقبولة أو مثمرة للبلد ووحدته وتماشك شعبه وتنمية مساره الديمقراطي.

 

رسائل مزعجة

 

وعن رؤية الحزب لما جري في السجن المركزي بنواكشوط رأي ولد منصور أن الحدث شكل صدمة بكل المعايير، وأن رسائله عميقة وغير مستوعبة لحد الساعة، ولكن أبرزها : أن الحق منتهك والسجين محتجز، والعدالة غائبة ، إلا اذا كان صاحبها ذا قوة عضلية أو جرأة علي فعل مخالفة قانونية بحجم ماتم داخل أسوار السجن، وهو أمر يحمل في طياته مخاطر جمة، ويؤسس لثقافة خطيرة علي استقرار البلد وانسجامه ومستقبل العدالة فيه.

 

ضعف المحاور وحضور الضيف

 

وقد ظهر ولد منصور بشكل هادئ طيلة الحلقة رغم استفزاز أحد المحاورين وضعف ادراكه بما يجري في البلد من أحداث سياسية، وانشغاله بلعب دور الناشط الحزبي – رغم تأكيد مديره علي مهنيته-، وقد كاد يعصف بالحوار أكثر من مرة من خلال سرقة وقت رفاقه المحاورين، ولعل أطرف مواقفه هي :

 

انهياره وسط الحلقة بفعل ضغط مديره، مما اضطر الضيف إلي تنبيهه بأن ينظر للمحاور وأن يحضر الحلقة الحوارية بدل الانشغال الجانبي

استفساره عن امكانية تأثير النساء علي قرار حزب تواصله ودفعه لقبول مبادرة ولد حدمين وهو ما أثار سخرية الحاضرين بمن فيهم رفاقه.

تركيزه علي نقطة تشجيع المصاهرة الواردة في رؤية تواصل من كافة النقاط الأخري، غير أن الرئيس طمأنه بأن الحزب مقتنع بأن الأمور الاجتماعية قرار شخص للرجل والمرأة، وأن تحويلها إلي توصية أو قرار غير وارد علي الإطلاق، لكن في الخطة نقاط أخري يمكن أن تلعب فيها الدولة والأحزاب الدور المطلوب.

حديثه عن تولي ولد منصور لقيادة الحزب أكثر من عشرين سنة، رغم أن الحزب أسس سنة 2007

انزعاجه من تغطية الإعلام المحسوب علي الإسلاميين لما يجري في غزة والدولة الصحراوية، وهو ما رد عليه  ولد منصور بأن حزبه لايمتلك غير موقعه الخاضع للتجديد، ومع ذلك فخور بأي تغطية تجري للجهاد في فلسطين من أي وسيلة اعلامية داخلية أو خارجية بحكم أنه شعب محتل يكافح أكثر الناس عداوة للذين آمنوا.

وقد كان لافتا تميز الصحفي عداهي ولد اخطيره الذي تولي الترجمة بكافة اللغات المحلية، مع مهنية بعض الصحفيين الآخرين.