مقري يستذكر تجارب حركته بالجزائر

عقد رئيس حركة مجتمع السلم بالجزائر عبد الرزاق مقري ندوة مفتوحة صباح اليوم الثلاثاء 24-6-2014 مع عدد من كوادر حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعارض ومنتخبيه في أول نشاط له بموريتانيا.

وقال مقري وهو أحد رموز التحالف المناهض حاليا للحكومة الجزائرية إن استعاب حركة الزمن أمر بالغ الأهمية للعاملين في الحقل الإسلامي، وإن دروس الربيع العربي كثيرة ويجب أن تقرأ وتدرس بقدر كبير من الشفافية والمصارحة.

 

واستعاد عبد الرزاق مقري مع رموز تواصل ما أسماه المحطة العاصفة التي مرت بها الجزائر، وموف حركته من الحراك الداخلي بها، مذكرا بدعوة الشيخ محفوظ نحناح للتحالف مع السلطة في وقت كانت فيه جموع الشعب خلف الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

 

وعزي مقري تصرف حركة مجتمع السلم (حمس) إلي شعورها بالمسؤولية وهي تري الجزائر مهددة ككيان بفعل المواجهة العنيفة بين السلطة والجماعة، مؤكدا أن الدولة وبقائها كان أهم لدي الحركة من مصالحها الحزبية الضيقة، وأولوياتها الدعوية والسياسية.

 

وبرر مقري الموقف بأنه كان لأهداف إستراتيجية وليست مرحلية، وأنه شخصيا شعر سنة 1997 بأن أبرز الأهداف التي رفعوا ابان عشرية العنف بالجزائر قد تحققت ومنها :

 

حفظ كيان الدولة الجزائرية وتجاوز أزمة الاقتتال الداخلي

 

التمايز عن الجماعات الإسلامية في الساحة، وعرف العنيف من السلمي

 

حفظ شباب الحركة من قمع السلطة أو اختطاف المتشددين

 

وأنه طلب من رئيس الحركة الراحل محفوظ نحناح ساعتها البحث عن آلية جديدة للعمل خارج الحكومة والتحالف الرئاسي الذي كان قائما ساعتها بقيادة عبد العزيز بوتفليقه.

 

ورأي مقري أن الخلاصة التي وصلت إليها الحركة بعد خمسة عشر سنة من الشراكة في الحكم وتسيير البلاد، أنها باتت بحاجة إلي ألق المعارضة، واستعادة الأنصار، والوقوف في وجه فساد السلطة الذي استشري، كما أن تأسيس بعض الأحزاب القريبة من الرئاسة الجزائرية كان بمثابة رسالة صريحة للقائمين علي الحركة بأن المخزن الجزائري المرتهن لحركة الضباط الكبار غير مستعد للقبول بمجتمع السلم كإطار سياسي بديل.

 

وأنهم بحاجة إليها فقط كجزء من التحالف الرئاسي لفاعليتها، ومصداقية أفرادها دون أن تكون صاحبة القرار أو البديل المحتمل للسلطة في الجزائر مهما كانت التضحيات المقدمة.

 

الخصوصية المغاربية

 

 

وأعرب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري عن اعتقداه بوجود خصوصية للأحزاب الإسلامية في المغرب العربي أو الأحزاب ذات الخلفية الإسلامية، وأن تلك الخصوصية نابعة من التواصل الجغرافي والاجتماعي الحاصل، والاشتراك في مواجهة التحديات الكبري للمنطقة، مع المنظومة الفقهية المالكية المسيطرة، والوحدة العقدية لشعوب المنطقة كشعوب سنية بالكامل.

 

وتحفظ رئيس حركة حمس علي مستوي التعاون بين الأحزاب الإسلامية ثقافيا وسياسيا وفكريا، قائلا إنه يشعر بمستوي من التقصير لدي أبناء المغرب العربي رغم الأخوة والشعور المتبادل بالدفء للتعاون القائم بينها.

 

وحول قضية الصحراء الغربية قال إنهم يرتبطون بعلاقات وطيدة مع حزب العدالة والتنمية في المغرب، لكنهم ناقشوا كل القضايا إلا الصحراء الغربية، فقد ظلت متروكة بحكم الحساسية والمركزية لدي الجميع.

 

ودافع عن تواصله مع الإخوان في ليبيا قائلا إن حركة مجتمع السلم تواصلت بالفعل مع العدالة والبناء في ليبيا باعتباره الحزب الأقرب إلي المرجعية الإخوانية، والطرح الوسطي الذي يؤمنون به، وإن هنالك تعاون فكري وسياسي وتبادل للزيارات بين الأطراف السياسية من أجل المساهمة في الانتقال نحو بر آمن، وتعزيز أواصر الأخوة بين مجمل أطياف الشعب المغاربي بغض النظر عن الموقف الذي تتبناه الحكومات.

 

 

وعن الموقف من الأزمة الأزوادية رأي عبد الرحمن مقري بأن إقليم أزواد ضحية للإهمال والتشدد وقمع الحكومة المركزية بباماكو، وأنهم في الجزائر يقفون مع حق الأزواديين في الأمن والصحة والتعليم والعيش الكريم، وأن الشعب الأزوادي  هو المخول بتحديد مصيره.

 

وعن معارضتهم للتدخل الفرنسي بالشمال المالي قال إن الجزائر تدرك أن فرنسا لم تأت لحل الأزمة، بل لتعقيدها وتنفيذ بعض الأجندة الغربية في المنطقة وهو أمر واضح للعيان.

 

 

أخطاء الثوار

 

 

ورأي عبد الرزاق مقري أن ما يحصل في مصر هو ابتلاء من الله عزل وجل للأمة، ولكنه في الوقت ذاته تحفظ علي تعامل الإخوان المسلمين مع الثورة المصرية خلال المرحلة الانتقالية،قائلا إن الانقلاب بدأ حينما سمحت القوي الثورية وفي مقدمتها الإخوان للجيش المصري بإدارة البلاد في المرحلة الانتقالية.

 

وأشاد مقري بدور الإخوان في الثورة، لكن وصفه الثقة المطلقة في الجيش إبان الانتقال الديمقراطي بأنها كانت غلط، وأن بقاء الثوار في الميدان كان القوة الضامنة لعدم عودة النظام ورموزه وخصوصا من الجيش.

 

واعتبر رئيس حركة مجتمع السلم أن القيمة الكبيرة للإخوان في الشارع المصري، والثقة التي عبروا بها المرحلة الماضية ويديرون بها المرحلة الحالية هي الضامن بعد الله عز وجل من انزلاق الدولة المصرية إلي "دواعش" جدد في إشارة إلي ما حصل في سوريا والعراق من اقتتال خطير.

 

وأشاد القيادي الإسلامي الجزائري بتجربة التعايش الحالية في تونس، ومحورية الشيخ راشد الغنوشي فيها، والتجربة اليمينة رغم أخطائها، لكنه أرجع أسباب انزلاق الثورة السورية إلي اقتتال خطير بين الثوار هو وجود معارضة غير متجانسة في الأصل، وغير معروفة من قبل بعضها البعض، بل غالبيتها مجهول من قبل الشعب الذي يقود الثورة علي الأرض ويقاتل الأسد وأعوانه.

 

ورأي التجربة الليبية هي أقرب التجارب للثورة السورية، باعتبار أن أغلب القادة الحاليين للبلاد يفتقدون للقدرة علي التعايش أو التعامل بروح الفريق في ظل خلافات إيديولوجية عميقة ومصالح متضاربة، وتجارب في العمل المشترك مفقودة.