تعيش المدارس العمومية بموريتانيا منذ يومين في حالة توتر كبيرة بفعل الشائعات المتداولة بشان حقن أطفال المدارس من قبل فرق مزورة، مما دفع بعض الآباء إلي منع أولادهم من الذهاب إلي المدارس، وانهيار الآلاف بالبكاء داخل الأقسام مع كل حركة غير متوقعة من المعلمين.
والغريب هو تجاهل الوزير باعصمان وكافة معاونيه للأزمة التي تعتبر الأخطر في تاريخ القطاع، وعجزه عن القيام بزيارة مفاجئة لبعض المدارس من أجل طمأنة التلاميذ والأسر، من خلال استغلالها للتصريح بشأن الشائعات المتداولة، والتأكيد علي حفظ المدارس لتلاميذها ومراقبة الوزارة للمدارس التابعة لها.
لقد اظهرت الأزمة ضعف الوزير أو غياب مستشاريه، وعجزه عن المبادرة، وكأن القطاع يسير من دون رأس، مكتفيا بما قامت به وزارة الصحة المتضرر الأكبر من تشويه فرق التلقيح بموريتانيا.
إن الوضعية الخطرة حاليا تتطلب زيارة الوزير غدا- ودون تأخير- لعدة مدارس شعبية وأخري راقية والتصريح بأن وزارته تراقب الوضعية، وأن التلاميذ في ضيافة مؤسسات تربوية حريصة علي سلامتهم، وتفنيد الشائعات التي بات القطاع أكثر المتضررين منها.
كما أن الولاة والمدراء الجهويين والمفتشين مطالبين بنفض الغبار والتحرك لطمأنة الناس، فزعزعة الثقة في المدرسة شبيه بانهيار الثقة في البنوك ، وتداعياته خطيرة علي مستقبل العملية التربوية.
زهرة شنقيط