الصحراء الغربية : المنعرج الأخير و الخطير

بتعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاربعاء للسيد جون بولتون مستشاراً للأمن القومي الأمريكي يكون قد إكتمل الضلع الثالث الذي يضم مايك بومبيو وزيراً للخارجية و جيني هاسبل المديرة العامة للمخابرات الأمريكية ” CIA ” والذي سيقود الولايات المتحدة الأمريكية لتنفيذ أستراتيجية مايعرف ” بالقوة الخشنة ” التي تترجم شخصية وقناعة حاكم البيت الأبيض ترامب..

– جون بولتون سياسي وأكاديمي أمريكي محنك ولديه وزن كبير داخل دهاليز السياسة الأمريكية ومن قرأ كتاب مذكراته “…Surender is not an option الإستسلام ليس خياراً ” سيعرف بأن هذا الرجل لديه عقيدة التحدي الأمريكية الصدامية .

– بالنسبة لملف ” الصحراء الغربية ” الأكيد بأنه سيكون من أولوياته وسيضع بصمة قوية عليه ولعلنا لا زلنا نتذكر الصراع الذي دار طيلة سنوات بينه هو جيمس بيكر من جهة و عضو المجلس القومي الأمريكي ” Elliot Abrams ” الذي وقف سدا منيعا ضد إجراء إستفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي وكان يبرر ذلك بأن الإدارة الأمريكية لديها قناعة بأن المغرب سيخسر الإستفاء وبالتالي سيشهد إضطرابات دراماتيكية سيجعل الملكية تنهار مما يعزز فرضية سقوط المغرب بيد المتطرفين الإسلاميين وكان يحث المغرب على تقديم شيء ما لكي يوقف الضغط القوي الذي يمارسه المتشددون داخل الحزب الجمهوري.. بالفعل قدم المغرب مقترح ” الحكم الذاتي ” في إنتظار ترتيب البيت الداخلي وهو ما وقع بالتدريج حيث أصبح الإسلاميون المعتدلون شركاء في الحكم ولو بطريقة محتشمة كما قام ” المربع الملكي ” بتطهير الجيش المغربي من جنرالات الحسن الثاني تماما من المشهد وإقالة الحرس القديم في وزارة الداخلية والديوان الملكي والإستخبارات وبلقنة المشهد الحزبي وخلافا لما يعتقده الكثيرون فالملكية في المغرب اليوم هي أكثر ثباتا وإستقرارا من أي وقت مضى…

 

– بالنسبة لملف الصحراء الغربية أتصور بأن الإدارة الأمريكية ستكون واضحة وستضع العالم أمام خيارين لاثالث لهما إما أن يقوم مجلس الأمن الدولي بتحديد تاريخ لإجراء إستفتاء بالصحراء الغربية وإلا فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون مضطرة إلى تبني قراراً ينهي مهمة بعثة المينورسو بالصحراء الغربية، وهذا مايريده بولتون وأعلنه مراراً و تكراراً أمام مجلس الأمن الدولي مما يعني عودة الملف إلى المربع الأول وما سيصاحب ذلك من تصعيد عسكري أو التهديد بحرب شاملة كما أشار إلى ذلك الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره لمجلس الأمن، وفي الحالتين ستتبنى أمريكا قراراً بوضع الملف تحت الفصل السابع وستكتفي بالمواد 39 و 40 و 41 منه وستهدد بالمواد من 42 إلى 47 مع وقف التنفيذ مع الإبقاء على المواد المكملة من 48 إلى 51، و ستكون فرنسا في وضع محرج جداً وضعيف وتائه لأنها لاتستطيع معارضة رغبات هذا النوع من القادة المتغطرسين الذين يعتبرون معارضهتم في أي ملف وقاحة يجب الرد عليها بقوة والمربع الحديدي الذي يسد كل المنافذ حتى ولو كان ذلك سيؤثر على المصالح الإستراتيجية لفرنسا، ستدعم بريطانيا وجنوب إفريقيا وأستراليا وألمانيا وكندا والسويد والنرويج وهولندا وكوريا الجنوبية التوجه الأمريكي بقوة، بينما الصين ستكون محايدة تماما وروسيا كعادتها ستحاول مقايضة سكوتها بالتغاضي عن أفعالها في أحد الملفات الغير مهمة ولن تجازف بالمس بتحالفها الإستراتيجي و التاريخي والإقتصادي مع الجزائر.

 

العرب في حالة شلل تام ولاحول لهم ولاقوة م، صر سلتزم الصمت ودول الخليج ستنقسم ، حياد تام من طرف سلطنة عمان وتحرك قطري بدون أسنان وتضامن بحريني علني مع المغرب ومحاولة كويتية صادقة لتخفيف الضرر على الطرفين تحرك إماراتي محتشم ولا مبالاة صادمة للمغرب من طرف السعودية..

– على الجميع أن ينسى ملف الصحراء القديم ويستعد لمقاربة جديدة ومتطرفة للملف مالم تحدث معجزة تسقط ترامب ومثلثه المرعب ” GGB ” .

بقلم : مولاي لحسن دويهي