شكلت مشاركة حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض (تواصل) فى انتخابات المجالس المحلية والنيابية 2013 ضجة داخل المعارضة الموريتانية ، وخصوصا منسقية المعارضة الديمقراطية التى أتهمته بالدخول فى انتخابات تفتقد لأبسط شروط النزاهة والحياد.
وقالت المعارضة فى أكثر من خرجة إعلامية إن مشاركة الحزب الإسلامي فى الانتخابات بعد انهيار الحوار الذى قاده رئيس الحزب الحاكم سيدى محمد ولد محم والوزير الأول يحي ولد حدمين فى سبتمبر 2013 يعتبر انتكاسة للمعارضة ومساعدة مجانية لحكم ديكتاتورى يحكم صاحبه دون تشاور أو تفويض، ويحاول جر خصومه إلى حوارات شكلية من أجل تجميل الصورة الخارجية لحكمه.
وتبارى بعض رموز المعارضة فى تذكير حزب تواصل بخطورة المشاركة السياسية فى ظل انهيار الحوار، والقبول بسقف لجنة انتخابية تم تشكيلها من قبل الرئيس والمعارضة المحاورة فى ظل غياب أي طرف من المنسقية، معتبرين أن شركاء حوار سبتمبر وجهان لعملة واحدة، وأن المشاركة تحت سقف الحوار الذى قاطعوه هو خيانة للمبادئ وضرب لوحدة المعارضة ودعم واضح لمسار أحادى يجب وقفه.
بل إن بعض رموز المعارضة الموريتانية طالب الحزب الإسلامي بالانسحاب من الشوط الثانى، والعودة إلى مرابعه، على أساس أن أي نتيجة يتحصل عليها من انتخابات لاتحظى بضمانات قانونية هي تثبيط للفعل المعارض وإجهاض للحراك الرامى إلى فرض التغيير فى البلد، وتقاسم للكعكه مع الرئيس وداعميه دون الانتباه للمخاطر المترتبة على المشاركة السياسية وفق تعبير أغلب رموز المعارضة المقاطعين.
ويذهب البعض إلى ابعد من ذلك ، حينما يعتبر أن إقرار المشاركة فى انتخابات حددتها أطراف "غير شرعية" هو تزكية لما تقوم به هذه الأطراف، وأعلن البعض رفضه الاعتراف بنتائج الانتخابات سلفا أو التعامل مع مخرجاتها، حتى ولو كانت نتيجة ذلك تقويض مشروعية مؤسسة دستورية هي الوحيدة المتبقية بيد المعارضة الموريتانية منذ مسار 2006 التوافقى.
اليوم تقف المعارضة أمام تجربة مشابهة، حوار سرى مع بعض الأطراف الداعمة للرئيس، ولجنة لادور للمعارضة فيها، وقوانين انتخابية صاغتها ذات الأطراف المتحاورة، وآجال زمنية هي من سيحددها، ومجلس دستورى لم تتغير ملامحه، وإعلام محكوم من قبل أقرب المقربين من الرئيس وحزبه سياسيا، فهل ستقاطع المعارضة هذه المرة؟ أم ستشرب من الكأس الذى قالت إن حزب "تواصل" أختار الشرب منه؟ وهل ستكون مشاركتها المتوقعة دعما إضافيا للرئيس وأركان حكمه؟ وهل ماتزال تلك الأطراف تتذكر حججها 2013 أم أنها حجج للنسيان كهزائم الفرق الرياضية؟.