أثار ترشيح رجل الأعمال البارز " عمار ولد محمد سعيد " كنائب عن مدينة لعيون ضجة داخل الأوساط السياسية والقبلية بالمنطقة، وسط صمت مطبق من أنصار الرجل الذى استبشروا بدخوله للعملية السياسية كداعم للمحيطين به فى "الطينطان" و"لعيون"، قبل أن يتحول هو ذاته إلى منافس.
وتقول مصادر زهرة شنقيط إن الرجل لم يخطط لدخول العملية السياسية، لكن الضغوط التى تعرض لها من طرف الوزير الأول يحي ولد حدمين دفعته إلى دخول المعترك من بوابها الواسع، مع استثمار عدة ملايين لتغيير الخارطة السياسية بالحوض الغربى، ضمن تحالف خطط لإزاحة رجل المؤسسة العسكرية بالمنطقة " الفريق مسغارو ولد سيدى" ، بحكم مواقفه المناهضة لتدخل الوزير الأول يحي ولد حدمين فى الشؤون السياسية بالمنطقة.
غير أن موازين القوى الحالية داخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم عصفت بأحلام التاجر المستثمر فى عالم السياسية بشكل مفاجئ، ومخطط أبرز داعميه.
وتم إبعاد ولد محمد سعيد بشكل نهائى وغير متوقع من مسقط رأسه (الطينطان) بجرة قلم إلى مقاطعة لعيون المجاورة ، ليتحول من داعم لجهود داعميه ومناصريه، إلى منافس للمجموعة التقليدية فى المنطقة فى أول تصرف من نوعه، وسط حالة إحباط غير مسبوقة مما آلت إليه الأمور فى عروس الشرق الموريتانى.
ولعل مرارة " عمار " تبدو مضاعفة بفعل إقصاء المجموعة القبلية التى ينتمى إليها من لائحة الحزب فى النيابيات بالطينطان، وهو يعكس تضحيته بحاضنته الاجتماعية من أجل مقعد برلمانى، عكس ما ذهبت إليه قوى سياسية أخرى فى مناطق النسبية ( ألاك/ كيفه/ أمرج/ كوبنى...)، حيث تصر على التمثيل بالنساء فى المراكز الأخرى (الثانى أو الثالث)، إذا قعدت بها الجهود والحشد وآلية الاختيار عن المركز الأول.
وبغض النظر عن واقع النخبة المحلية خلال الانتخابات البلدية والتشريعية، وضعف المنجز فى كثير من الأحيان لصالح السكان، فقد حسم الرجل لنفسه مركزا متقدما فى الحوض الغربى، وتمكن من تكريس نفسه كطرف سياسى يمكن الركون إليه والتعامل معه، وتم الاعتراف به كواجهة لمجموعة قبلية ذات وزن بالغ الأهمية فى المنطقة، وانتشار عريض يمنع خصومها من تقليم أظافر سياسييها مهما كانت درجة الشطارة أو ضعف السند داخل أروقة حزب الرئيس.