انطلقت في جمهورية مالي اليوم الأحد 29 يوليو 2018، الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها الرئيس الحالي "أبوبكر كيتا"، الساعي لولاية ثانية، ونحو 24 منافسا آخر أبرزهم زعيم المعارضة "سمويلا سيسي"، ومن بين المنافسين يوجد العالم الفلكي "شيخ موديبو ديارا" القادم إلى دهاليز السياسة بعد سنوات في وكالة الفضاء الأميركية ناسا.
والمرشح ديارا المولود عام 1952، هو فيزيائي فلكي، ورجل أعمال، وسياسي باماكو، ورئيس وزراء باماكو بالإنابة من أبريل 2012 حتى ديسمبر 2012.
تخرج ديارا الحاصل على الجنسية الأميركية، بشهادة الدكتواره في الهندسة الميكانيكية، من جامعة هوارد بواشنطن العاصمة، لينضم إلى معمل الدفع النفاث بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ليكون عنصرا مهما في ناسا، التي لعب فيها عدة أدوار منها دوره في مسبار ماجلان لكوكب الزهرة.
إضافة إلى مسبار يوليسس للشمس، ومركبة الفضاء غاليليو إلى المشترى، ومرصد المريخ وپاثفايندر المريخ، إلى أن أصبح مديرا للتوعية والتعليم في برنامج ناسا لاستكشاف المريخ.
ورغم عدم توقع حظوظ كبيرة لعالم الفضاء ديارا في انتخابات شديدة التعقيد، ووسط مجموع كبير من المنافسين، إلا أن ديارا يراهن على الإصلاحات والتنمية في بلد لا يزال مضطربا، بعد أن أصبح مسرحا دوليا لمكافحة الإرهاب.
ولا يزال الجدال مستمرا في شمال البلاد المضطرب، حيث يلح الطوارق وبقية سكان الشمال، بنوع من الحكم الذاتي، وبحقوقهم السياسية، إضافة إلى وجود قوات دولية تسعى لاجتثاث جماعات إرهابية لا حصر لها، مما يزيد الأمور تعقيدا.
ويحاول الرئيس الحالي أبوبكر كيتا، إقناع الناخبين أنه الخيار الأمثل، بعد خمس سنوات قضاها في محاولة استتباب الأمن في البلاد كما يصرح، وهو رأي يرى معارضيه أنه غير صحيح، بعد أن عجز في التقدم بالبلاد من الناحية الأمنية بعد فترته الأولى.
وتظهر استطلاعات أولية مدار الانقسام في الشمال بين المرشحين الثلاثة، في منطقة الظروف بها غير مهيأة أمنيا للناخب حيث تجوبها جماعات إرهابية مسلحة ومتنكرة لا تزال تتوعد بأعمال عنف في طول البلاد وعرضها.
ووسط المخاوف الأمنية أيضا، تعلو أصوات المعارضة كذلك، خشية استغلال الظروف السيئة التي تمر بها البلاد، واستغلالها في تزوير أستطلاع الانتخابات.
وندد فريق زعيم المعارضة سيسي الذي كان قد هزم بفارق كبير في الجولة الثانية من انتخابات 2013 أمام كيتا، بالاختلاف بين قاعدة البيانات التي أعدت وفقها بطاقات الناخبين، وتلك التي نشرت إلكترونيا، والتي تنطوي بحسب فريق المعارض على تكرار لأسماء ناخبين وعلى مكاتب اقتراع لا وجود لها.
وفي النهاية، نظرا للمخاوف الأمنية، ومنها خطر الإرهاب، والإحباط السائد في الشمال الذي يمثل أضـخم من نصف مساحة البلاد، يرى مراقبون أن ضعف الإقبال هو الذي سيخيم على هذه الانتخابات، رغم الجهود والدعم الذي وعدت باريس ببذله من خلال قواتها التي تشارك في بسط الأمن في البلاد,وفق سكاي نيوز .
ويتوقع أن تصدر أولى أستطلاع الاقتراع في غضون 48 ساعة، والنتائج الرسمية المؤقتة في 3 أغسطس على أكبر تقدير. وفي حال الاضطرار لجولة ثانية ستنظم في 12 أغسطس.
زهرة شنقيط + وكالات