تعيش حملة المرشحين لمجلس النواب عن مقاطعة لعيون حالة من الارتباك الشديد، بفعل الخلافات الداخلية بين الأطراف المشكلة للحزب، وتأثير الحملة التحريضية التى قادها بعض رموز الأغلبية ضد القوى الفاعلة بالمقاطعة ابان الحملة المحضرة للانتساب والتنصيب داخل أروقة الحزب الحاكم بموريتانيا.
وأقتصر تحرك أبرز المرشحين لعضوية المجلس عن المقاطعة "عمار ولد أحمد سعيد" على محيطه الإجتماعى الضيق، فى محاولة لملمة الخلافات الداخلية، وتجاوز الحالة التى أحدثها تهجيره من مقاطعة الطينطان إلى لعيون، فى سابقة من نوعها بالمنطقة، بينما يتحرك حلفاء الرجل من حلف الوزير الأول يحي ولد حدمين من أجل التمكين للوائح بلدية وجهوية دفعوا بها فى أكثر من مجلس بلدى، كردة فعل ما أسموه تحكم اللجنة الوزارية المكلفة بإصلاح الحزب فى العملية،وإقصاء أبرز المحسوبين على الرجل بمجمل المجالس المحلية فى المقاطعة.
ويخوض حلفاء ولد أحمد سعيد حملة مكثفة من أجل التمكين للوائح الأربعة التى دفعوا بها فى "بلدية لعيون" و"بلدية" أكجرت" و"بلدية بالنعمان" وبلدية " أم الحياظ" و"بلدية أدويراره"، بينما بدت الصورة أكثر وضوحا فى بلدية "أنصفنى" وبلدية "تنحماد"، بحكم عزوف الأطراف المناوئة للوزير الأول سابقا عن الزج بلوائح منافسة فى المنطقة.
وشكل تحالف بعض المنتمين للحلف المذكور مع مرشح المجلس الجهوى الطالب ولد أجاكلى أكبر تهديد لمكانة الحزب الحاكم ومرشحيه فى ظل منافسة قوية من حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض.
وتقول مصادر زهرة شنقيط إن المرشح "عمار ولد أحمد سعيد" لم يستطع لحد الآن زيارة بعض المجالس المحلية المذكورة بفعل تعقيدات المشهد المحلى، وخصوصا " أكجرت" و"بالنعمان" و"أم الحياظ" ، حيث يستحيل ظهوره إلى جانب حلفائه المرشحين من أحزاب أخرى، ويرفض هو أيضا الظهور إلى جانب مرشحى الحزب الحاكم بالمناطق المذكورة، مكتفيا بتوجيه الحزب الحاكم لمجمل المنتمين إليه بضرورة التصويت لكل اللوائح، وتركيز الأطراف المنتمية له على الترويج لشعار الحزب تفاديا لأي غلط قد يعزز من حظوظ مناوئها.
وكان حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم قد أختار ولد أحمد سعيد كمرشح لمجلس النواب عبر دائرة لعيون من أجل احتواء الخلافات الداخلية، والمساهمة فى تمويل الحملة المحضرة للانتخابات بحكم استنزاف الأطراف المحلية فى الصراع، والصعود القوى للأحزاب السياسية المعارضة له.
ويعول الحزب على عملية إنقاذ قد يقوم بها بعض الفاعلين فى الساحة المحلية من أطر الحزب، وبعض الضباط ممن يهتمون بالعملية السياسية، لكن لاتزال استجابة الأطر محدودة لضغوط الرئيس وحزبه، بينما يتوقع توافد الضباط على المقاطعة من أجل إنقاذ مرشحى الحزب الحاكم من السقوط فى ظل التراخى الكبير الذى تعيشه الحملة منذ عشرة ثمانية أيام على إطلاقها مركزيا من العاصمة نواكشوط بحضور الرئيس ورئيس الحزب الحاكم ومجمل أعضاء الحكومة.