شكلت انتخابات سبتمبر 2018 صدمة بالغة التأثير داخل أوساط الحزب الحاكم بمقاطعة لعيون ، بعدما عصفت الخلافات الداخلية بالنخبة المحسوبة على المقاطعة، وأظهر السكان امتعاضهم مما آلت إليه الأمور خلال السنوات الأخيرة.
وقد بدت ملامح الصدمة واضحة جدا مع نهاية فرز الصناديق عشية الجولة الأولى، حينما خرج مرشح الحزب الحاكم للبلدية من التنافس، تاركا الساحة لحزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم لمصارعة تحالف المعارضة، بينما كانت كل المؤشرات تشير إلى تعثر الحزب الحاكم فى أكثر من مجلس محلى بالمقاطعة، ودخل النواب معركة الفرز بغية لعبور من الجولة الأولى، وتفادى جولة الإعادة غير المضومنة بكل المقاييس.
حاول قادة الحزب الحاكم بالمنطقة تلافى الأزمة عبر تكثيف الجهود فى " اكجرت " و "أم الحياظ" و "بالنعمان" ، و" أدويراره " ، لكن الخلاف كان أقوى من تهديد الرئيس ووعيده، وحركة اللجان المكلفة بتعزيز مكانة الحزب ظلت محل تقييد ، وأكتفى البعض بالدوران فى مرابع الشوط الأول فى انتظار السقوط.
لم يتعامل مرشح المعارضة "أج ولد الدي" برحمة مع المرشح المدعوم بقوة من بعض رموز الحزب الحاكم ، حيث حسم الجدل بفارق كبير 65% من أصوات الناخبين.
سقوط لعيون لأول مرة بيد المعارضة كان مقنعا وجليا ولم يترك المجال أمام أي تخمين فى ضحالة الدور الذى يمكن أن يلعبه أنصار الرئيس بالمقاطعة الثائرة بعد خمس سنين من محاولة الرئيس وبطانته خلق نخبة سياسية جديدة بكبرى مدن الحوض الغربى.
وفى بلدية أكجرت خرج الحزب الحاكم من المعادلة فى الجولة الثانية لصالح حزب مغمور ومرشح شاب ألهم حماس الجماهير ، وسط تبادل للتهم بين رموز الحزب وكبار الداعمين له، واتهام بالتخوين والتخطيط للانتقام دون مبرر.
وفى بلدية أم الحياظ المجاورة أستعان حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية بنقاط القوة التنفيذية المحدودة داخل البلدية المهمشة للعبور من الجولة الثانية بفارق 45 صوت، بعدما فشلت ضغوط الإدارة وتوجيهات الرئيس فى إقناع أي موظف بالعدول عن موقفه المناوئ للحزب ومرشيحه.
وفى بلدية بالنعمان بالمقاطعة ذاتها أكمل المغاضبون اللوحة بعدما حملوا حزب الاتحاد من أجل الجمهورية إلى جولة الإعادة تاركين للرئيس ومساعديه الحق فى تقرير ما يريدون، ومحتفظين لأنفسهم بتقرير مصير المجالس المحلية التى ينشطون فيها ، مهما كان خيار الحزب وتعليمات الرئيس وتحالف الداعمين له.