حاول قادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا تجاوز فضيحة اللقاء الأول الذي جمعهم بأطر الحوض الشرقي في دار الشباب القديمة، من خلال الزج بوعود شكلية لأطر لعيون في استغفال جديد لكوادر الشرق الموريتاني المنتمين لأسوء الأحزاب الحاكمة في تاريخ البلد.
أكثر من 200 عضو من الحزب توجهوا إلي دار الشباب القديمة من أجل الاجتماع بالقيادة المفترضة للحراك الحزبي،وسط حالة من الاستياء داخل أروقة اللقاء باعتباره يشكل ضعفا بينا للقيادة، وتعاملا غير ودي مع نخبة تضم بين صفوفها عشرات الوزراء السابقين، ونخبة فكرية لها اسهامها المحلي، وبعض "صغار المصفقين" ممن يتطلعون إلي دور أكبر في الحياة السياسية بموريتانيا، ولما يجدوا فرصة للظهور بحكم غياب الأنشطة الجماهيرية لأكبر الأحزاب السياسية بموريتانيا.
وقد استغرب بعض الحضور تجاهل رئيس الحزب سيدي محمد ولد محم أكثر من 400 من أطر الشرق المنتمين لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، واعتكافه في مكتبه أو منزله رغم أن الاجتماعين عقدا في نهاية الأسبوع، ودون مضمون واضح أو تمثيل مقنع لأغلب المدعوين.
هل يتكلم الوزير؟
الحزب قرر ارسال وفد ثلاثي ضم فدرالي الولاية أبي ولد دوسو، ونائب الرئيس أجيه ولد سيداتي، والأمين العام للحزب عمر ولد معط الله، ضمن معادلة حرص عليها في اللقاء الأول الذي اتسم بالخفة من خلال تعيين بعثة من الحزب ضمت اثنين فرقاء الساحة السياسية، وتجاهل دور الشخص الثالث في الحزب عمر ولد معط الله الذي حظي اليوم بشرف ذكر الإسم دون السماح له بالكلام أو مخاطبة الجماهير الحاضرة.
وقد استغرب البعض عدم تقديم ولد معط الله في الجلسة الأولي مع أطر الحوض الشرقي، والإكتفاء بذكر اسمه في اللقاء الذي ضم رموز الحزب بالحوض الغربي اليوم، دون السماح له بالكلام أو اعطاء نبذة عن أهداف الزيارة أو الحديث عن الاجراءات التنظيمية المقرر اتخاذها لمواكبة الحدث رغم أنه الشخص المسؤول اداريا عن متابعة أعمال فروع الحزب، وصاحب الدور المركزي سابقا بحكم وظيفته كـأمين عام لحزب الرئيس.
وقد غادر بعض الأطر القاعة دون معرفة الهدف من الزيارة، كما أن البعض لم يعرف مدي قدرة الوزير ولد معط الله علي الكلام من غيرها، بينما اسهب الفدرالي أبي ولد دوسو في تعبيره عن مشاعر الحب والود للحاضرين، والتذكير بمكانة كل فرد لديه، في مسعي لجلب اهتمام الحاضرين، وتجاوز الخلافات العميقة التي يعيشها مع اغلب أطر الولاية.
منهم ضيوف الشرف؟
الحزب الحاكم خصص مقاعد جانبية لبعض الشخصيات الوطنية المنتمية للولايات الشرقية، ضمن تمييز يحظي به بعض الممسكين بمهام تنفيذية، وقد بدي أن نواب الحوضين هم الأقل حظوة، حيث خصصت المقاعد في الاجتماع الأول لوزيرين هما : أحمد ولد جلفون وزير الصحة، وسيدنا عالي ولد محمد خونه وزير الوظيفة العمومية،بينما كانت وزيرة الخارجية فاطم فال بنت أصوينع ورئيسة مجموعة نواكشوط الحضرية ، والوزيرة السابقة سلامة بنت لمرابط، ووزير المياه أحمد سالم ولد البشير، ومدير حوض آرغين عالي ولد أحمد سالم هم ضيوف الشرف في الأمسية الأخيرة.
وقد اظهرت المنصة في اليوم الأول ضعف التمثيل الممنوح للشرق في المستوي التنفيذي بموريتانيا، وكشفت الحضور في اليوم الثاني مستوي التهميش الذي تعاني منه أطراف واسعة بالولاية في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
رجال الأعمال أبرز الغائبين
غير أن أبرز رسالة حملها المهرجان الأول للأطر والثاني هو غياب رجال الأعمال عن واجهة الفعل بالولايتين، فالمنطقة التي تضم أكثر من 600 ألف شخص – بحسب آخر احصاء اداري- لايوجد فيها رجل أعمال واحد يشار إليه بالبنان، مما دفع البعض إلي تحويل أصحاب متاجر الشاي أو بعض المتعاملين في "المربط" إلي رموز يمثلون "الطفرة المالية" في الحوضين!.
غير أن الحشد لم يخلوا من عشرات الوزراء السابقين، وعدد من كبار الضباط المتقاعدين، وأساتذة الجامعة المعروفين، لكن ضعف التأثير في الحياة السياسية حول اغلب أطر الولاية إلي مشاريع "شهود علي التاريخ" بينما قعد بهم الجهد المادي عن المساهمة في الحاضر.
وقد انتهي الاجتماع سريعا، لكنه لم يستطع مزاحمة اجتماع الحوض الشرقي في السرعة، وغادر اغلب أطره القاعة وهم يدركون أن الرئيس سيزور المنطقة في الخامس عشر من مارس، تأكيدا معلومة سابقة نشرتها زهرة شنقيط، أما باقي تفاصيل المشهد فهم به غير معنيين.
زهرة شنقيط