تمييز الشرائح لذاتها من أجل الاعتراف والحقوق حق مرحلي مشروع لكن الحق النهائي الأكبر والأكثر مشروعية ونبلا هو ذوبان الكل في وطن موحد بدون شرائح على الإطلاق لا يحكمه سوى معيار المساواة أمام القانون ولا وجود فيه لتوصيف الحرطاني ولا لمعلم ولا البيظاني بل فقط المواطن الموريتاني الصالح الذي يأخذ حقه وكرامته ومكانته كإنسان قبل كل شيء ثم على أساس مواطنته ثم بمؤهلاته المكتسبة بالعلم والكد والعطاء لا بالنسب واللون وضيّق الانتماء.
لذلك أنصح من ينافح عن حقوق الشرائح أن يوسع الخطاب ليشمل كل مهمّش وكل مظلوم بغض النظر عن شريحته الاجتماعية أو العرقية.
لا يمكن أن أكون مستاء من فكرة خلق المجتمع أصلا (ظلما وجهلا وعدوانا) لشريحة أنتمي إليها ثم أرسخ ذلك الوجود بالمطالبة بترسيمها كمجموعة مختلفة تعطى لها حقوقها على أساس اختلافها.
الفكرة هي محو الاختلاف وليس ترسيخه أوتعديل السياسات على أساسه.
للتلخيص : مطالبة أبناء الشرائح باصلاح اجتماعي يعيد لهم كرامتهم مطلب نبيل لكنه يصبح أكثر نبلا اذا توسع للمطالبة بمجتمع بدون شرائح في المقام الاول.