يعيش المنون بقري وأرياف الشرق الموريتاني وضعية بالغة الصعوبة، بفعل ارتفاع درجة الحرارة إلي أعلي معدلاتها مع بداية شهر الصيام، وارتفاع المخاوف من نفوق الثروة الحيوانية بالمنطقة بفعل الجفاف ونسيان الحكومة للمنمين.
ويقول سيداتي ولد سيد أحمد وهو منمي ينحدر من ببلدية أم الحياظ إن أجواء اليوم الأول من رمضان تبدو قاتلة بالفضاء الواقع بين "القوقري" و"أعوينات أزبل"، وإن المنمين قرروا مواجهة أمر الواقع، وصيام رمضان في ظروف وصفها بالجهنمية.
ويضيف في حوار هاتفي مع زهرة شنقيط " نحن نقيم في منطقة صحراوية تنعدم فيها الغابات بفعل الجفاف الذي عرفته المنطقة خلال العقود الماضية، وترتفع فيها درجة الحرارة إلي 45 درجة في بعض الأيام، كما أننا نعتمد في معاشنا بالكامل علي معجون "أفارين" (الكسرة) نظرا لضيق الوقت وانعدام أي بدائل أخري".
ويقول سيداتي وهو شاب في الثلاثينيات من عمره إن الماشية تعيش ظروفا بالغة القسوة بفعل الجفاف، وإن أصعب ما يواجهه الرعاة حاليا هو تكلفة المياه، إذا بات من اللازم توفير الماء لقطعان الماشية الهزيلة في المراعي بدل التوجه للآبار بفعل الهزال الذي أصابها جراء نقص المراعي".
ويقول سيداتي إن الألبان المجففة معدومة بالمنطقة،كما أن المياه الباردة معدومة كذلك والتمور، والمتوفر فقط هو بعض المياه المجلوبة من الآبار في قنينات من الحديد (تنوات)،أو حاويات أبلاستيكية، كاس من الشاي معد علي عجل لمواجهة آثار الصوم، كما أن أصعب مشكلة يواجهها الصيام هي تزامن وقت الإفطار مع وقت تقديم العلف للماشية، والبحث عن المتخلف منها، وتحديد نقاط لتوزيعها خوفا عليها من الموت اختناقا بفعل الحرارة المرتفعة.
أسعار خيالية
ويقول المنمون إن ارتفاع أسعار السكر والألبان المجففة (سليا)، ودقيق القمح (أفارين) أمور عقدت حياة المنمين، كما أن غياب أي مساعدات من الحكومة في مجال الأعلاف أو توفير القمح ولو بأسعار مقبولة ساهم في انهاك جيوب المنمين المنهكة منذ شهر مارس 2014.
ويطالب المنمون الحكومة بالتدخل العاجل لإنقاذ الثروة الحيوانية، وعدم انتظار الأمطار لتخفيف الوضع باعتبار أن الخيارات المتاحة أمام ملاك الماشية باتت محدودة بفعل هزالها، وغياب الأمن علي الحدود الموريتانية المالية التي كانوا ينزحون إليها نهاية مايو من كل عام.