قال أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة نواكشوط د/ محمد ولد سيد أحمد فال (بياتى) إن المجتمع الموريتانى بحاجة إلى نقاش جدى لواقع البلد، والعمل من أجل إطلاق تعبئة شاملة ضد الخطاب المتطرف ودعاته، وإعادة تحديد المفاهيم المستخدمة من قبل النخبة السياسية، بحكم المخاطر الناجمة عن تجييش المجتمع، والدفع باتجاه صدام بالغ الخطورة على استقرار البلد ومستقبل أجياله.
وقال ولد سيد أحمد فال فى مقابلة مع موقع زهرة شنقيط اليوم الأحد 23 دجمبر 2018 إن المثقفين يتحملون الدور الأكبر فى عملية تجسير الهوة القائمة، وإنتاج ثقافة تجمع ولاتفرق، والبحث المستمر عن حلول واقعية لمجمل المشاكل المطروحة دون اللجوء إلى التحريض أو الصدام أو إثارة النعرات الفئوية والقبلية فى مجتمع متعدد الأعراق.
وعبر ولد سيد أحمد فال عن امتعاضه مما آل إليه السجال فى شبكات التواصل الإجتماعى خلال الفترة الأخيرة، واستغلال البعض لثورة الاتصالات من أجل ضرب لحمة المجتمع واستقراره وتماسكه، مؤكدا أن خطر التسجيلات المتداولة والصور التحريضية بالغ الخطورة، رغم أن البعض يتعامل معه كعامل من عوامل التسلية، دون الانتباه لحجم الضرر الذى يحدثه، وهوة الخلاف التى يعمقها فى صمت.
واعتبر د/ محمد ولد سيد أحمد فال أن استغلال الفئة أو الجهة أو العرق لتحصيل مكاسب سياسية أو اقتصادية خطأ يجب الوقوف فى وجهه، والعمل من أجل ترسيخ ثقافة المواطنة كمدخل لأي حق، وتعزيز المشترك بين كل الأطراف الفاعلة فى البلد، والتعامل مع الوطن كمقدس يحتاج إليه الجميع، بغض النظر عن العرق واللون.
ودعا د/ محمد ولد سيد أحمد فال (بياتى) إلى صناعة خطاب جديد يقوم على الطرح الوسطى، وتعزيز قيم التسامح وإبراز المشترك بين مكونات المجتمع الواحد، وأن تلعب مؤسسات المجتمع المدنى ووسائل الإعلام الرسمية والمستقلة ومنابر المساجد الدور الأبرز، وتوظيف المؤسسات التربوية من أجل خلق جيل متجانس، وإعادة النظر فى المناهج من أجل تدريس ما يعزز الوحدة الوطنية وينمى الإحساس بقيمة الوطن ورموزه.
واعتبر د/ محمد ولد سيد أحمد فال (بياتى) أن البلد مقبل على طفرة اقتصادية، وهو ما يتطلب تهيئة بنية اجتماعية متماسكة قبل استخراج الغاز وتسيير عوائده، لأنها صمام الأمان الوحيد للمجتمع من أي هزة غير متوقعة، وتفادى الأخطاء التى مرت بها دول افريقية شقيقة، كانت وسائط التواصل الإجتماعى مصدر شقاء لشعوبها، وأطماع الغير فيها مصدر زعزعة للاستقرار، والسلبية عامل مساعد فى تحقيق الكل لأهدافه غير النبيلة.