أم الحياظ : خمسة عقود من التهميش تكفى ! ( رسالة إلى رئيس الجمهورية)

دعت نائب رئيس المجلس الجهوى فى الحوض الغربى وعضو تحالف "الأمل فى الحوضين" مته بنت محمدو ولد باب إلى وضع حد للواقع الصعب الذى تعانى منه كبرى المجالس المحلية بموريتانيا (أم الحياظ)، والتعامل مع واقع التنمية المتعثر داخل المجلس البلدى، والتهميش الممنهج لأطر وأبناء البلدية من كافة الوظائف السامية فى الدولة، لتكون بذلك المجلس البلدى الوحيد الذى لم يسجل فى مجمل القرى التابعة له تعيين مدير أو حاكم أو والى، أو وزير، منذ استقلال البلاد عن فرنسا 1960.

 

وقالت مت بنت محمدو ولد بابه فى رسالة وجهتها لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز إن البلدية التى يتجاوز سكانها أكثر من 16 ألف شخص، بينهم 6200 ناخب حسب آخر إحصاء، 5550 منهم ينتمون لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، لاتزال خارج دائرة اهتمام النخبة الممسكة بزمام الأمور فى موريتانيا، رغم دورها الفعال فى التنمية، وحضورها الفاعل فى الساحة السياسية المحلية، وانتزاعها بجدارة دور المرجح فى كل استحقاقات نيابية بالمقاطعة ( لعيون)، واختراق بعض أبنائها لحصون التعميم عبر الحضور الفاعل فى الساحة الثقافية والفكرية، ونيل أهم الشهادات العلمية.

 

وقالت بنت محمدو ولد باب فى رسالته للرئيس إن استبعاد "أم الحياظ" من مجمل المشاريع التنموية خلال الفترة الماضية يثير الكثير من الاستفهام، فهي المجلس البلدى الوحيد الذى لم تمول فيه مدرسة مكتملة منذ تأسيسه 1988، ولا يوجد فيه مركز طبى واحد مجهز، ولم يرمم فيها سد واحد منذ 1992، ولا يزال سكانه يتساقطون كل صيف صرعى بفعل العطش فى صحراء شاسعة، تنام على المياه وتصحوا، لكنها تحتاج إلى إرادة تمنح سكانها حق الاستفادة من الآبار الارتوازية، أو الحفر دون تعقيدات إدارية.

 

وطالبت (نائب رئيس المجلس الجهوى مت بنت محمدو ولد باب) بضرورة اتخاذ إجراءات منصفة لصالح سكان المنطقة، وإعادة الاعتبار لكل الذين ساندوا الرئيس وبرنامجه، واتخاذ بعض الخطوات المستعجلة من طرف القطاعات الخدمية لإعادة الأمل للسكان خلال الأشهر القادمة، وتعويضهم عن الحرمان الذى عانوا منه خلال العقود الماضية.

 

ورأت (مت بنت محمدو) أن بناء مدرسة مكتملة وفتح إعدادية بمركز البلدية أمر ضرورى لصالح ترقية التعليم، ومواجهة التسرب المدرسى الذى بات ظاهرة تهدد الأجيال الحالية، وفتح محظرة نموذجية لمواجهة النقص الحاد فى تدريس العلوم الشرعية بالمنطقة، وترميم بعض السدود المحلية من أجل انقاذ الزراعة المحلية، ومد العون للمزارعين المحتاجين. والدفع باتجاه منح النساء الريفيات قروض ميسرة لتمويل بعض المشاريع المدرة للدخل، وتشجيع الولوج إلى سوق العمل، ومكافحة  الفقر المستشرى بين معيلات الأسر بالمنطقة.

 

كما طالبت (مت بنت محمدو ولد باب) بحل مشكل المياه المالحة فى المنطقة من خلال حفر بئر ارتوازية فى منطقة (الإغاثة 25 كلم من مركز البلدية) لتوفير المياه الصالحة للشرب لمجمل المناطق المحيطة بها ( بنت أشويديني/ أحماله/ حاسى بادى/ أجوير) ، بعدما باتت الآبار الأخرى مخصصة لشرب الماشية بالكامل بفعل الملوحة الزائدة، وارتفاع الطلب على المياه الباردة المستوردة عبر الحاويات من مناطق نائية بمبالغ تصل فى بعض الأحيان 15 ألف أوقية لحاوية من خمسة أطنان فقط.

 

وختمت رسالتها بالقول " سيادة الرئيس نتملك اليوم نخبة شبابية من أحسن النخب المحلية وأكثرها تميز، بعضها لديه شهادات عالية فى الاقتصاد والقانون وعلم الإجتماع والإدارة والتنمية، والبعض الآخر يدرس فى معاهد علمية وفنية متخصصة، ونأمل من مجمل المهتمين بالبلد ونخبه لفتة تعيد الإعتبار للبلدية، وتسمح لبعض أبنائها بالولوج إلى دوائر صنع القرار، وفك الحصار المفروض عليهم دون مبرر.

 

 

مته بنت محمدو ولد باب/ نائب رئيس المجلس الجهوى فى الحوض الغربى

أم الحياظ : 5 يناير 2019