شكل إعلان المعارضة الموريتانية عن تشكيل تحالف انتخابى جديد، والتوافق من أجل اختيار مرشح مشترك خطوة بالغة الأهمية فى مسار العملية السياسية بموريتانيا، وتحول فى نظرة الأحزاب السياسية المعارضة للاستحقاقات الانتخابية، وخطورة تضييع الفرص وحضور المصالح الشخصية فى وقت يحتاج فيه البلد إلى التعاون والتشاور والتضحية من أجل الهدف المشترك.
لكن الآلية المعلنة من أجل اختيار المرشح الحلم، أو المرشح الموحد أو المرشح الرئيس، قد تقوض أحلام المعارضين المتشبثين بالفرص المحتملة للتغيير، وتحويل الأمر من معركة سياسية جدية، إلى مسابقة خارجية يبحث أصحابها عن اكتتاب خبير.
إن المعارضة الموريتانية اليوم أمام خيارات محدودة، لامجال فيها للتسويف أو المماطلة أو الانشغال بوضع البرامج والرؤى الناظمة، فمن يتقدم لقيادة البلد يفترض فيه الإلمام بواقعه، والإحساس بآلامه، والعمل من أجل تحقيق طموح أبنائه من داعميه ومعارضيه، ومحاولة تضييع الوقت فى وضع برنامج انتخابى ملزم، هو اهدار للمتاح من الفرص، وإقناع للشعب بأن من تدعمه المعارضة مجرد موظف لدى بعض التشكيلات السياسية المناوئة للحكم القائم، ملزم بتنفيذ أجندة غيره، تم اختياره بناء على فرز الملفات المطروحة لدى لجان المتابعة والتنقيط، والخبرة المستظهر بها لإقناع معاونيه المحتملين، بعيدا عن خوض المعركة بروح الكتل السياسية الواعية للمحيط الذى تتحرك فيه، والعمل بسرعة من أجل انتقاء مرشح يمتلك القدرة على الإقناع والوسائل المطلوبة للتحرك، والتجربة اللازمة لإدارة تحالف يجتمع لأول مرة حول مرشح واحد أو هكذا يخطط أغلب رموزه فى الوقت الراهن.
أما البرامج فهي مهمة لجان الحملة والخبراء الملتحقين بها، والفرز على أساس الملفات تأجيل لنقاط الخلاف والاختلاف، وكل رئيس تشكلة سيستظهر بخبراته القائمة أو المتخيلة لفرض نفسه كمرشح محتمل، ولن يقبل ممثلوه فى لجة التنقيط بإقصائه مهما كانت حظوظه ضعيفة وإمكانية التعايش معه معدومة بحكم المعروف عنه من تسيير الأحزاب السياسية وتجاربها الانتخابية خلال العشرية الأخيرة.
أما الخيار الآخر فهو اختيار كل تشكلة لمرشحها على حدة، والعمل من أجل الحضور السياسى، مع تفعيل الاتفاق على تبادل الدعم فى الشوط الثانى، إذا تمكن أحد المرشحين من العبور إليه.
إن الاستحقاقات الانتخابية الحاسمة، تحتاج إلى تفكير عقلانى، ومسارعة فى العمل بدل الانشغال بالتخطيط المبالغ فيه، وتضييع الوقت فى رسم الرؤى وطرح الشروط.
سيد أحمد ولد باب/ مدير موقع زهرة شنقيط