مدارس أم الحياظ : نهاية مأساوية لمسار جيل بالكامل (خاص)

( لعيون / الحوض الغربى ) بضعة دقائق من السب والشتم للتلاميذ والمحيط الإجتماعى، قبل أن يقرر المفتش بجرة قلم تسريح مجمل تلاميذ المدرسة قبل ثلاثة أشهر من امتحانات ختم الدروس الابتدائية (كونكور).

فى مدرسة متهالكة بفعل الإهمال وغياب أي ترميم ، يواصل التعليم ثلاثة أجيال (سنة أولى ورابعة وسادسة) ، بحضور معلم واحد، -إن حضر- ، من أجل إكمال مسار مضطرب، فى منطقة صحراوية لم تنل حظها من التعليم، بعدما أستوفت نصيبها من التهميش غير منقوص.

لم يفتش المفتش أي دفتر، ليدرك العجز القائم، ولم يسأل وجهاء القرية والقائمين عليها، و كانت نبرته داخل الفصل، أقرب لنبرة ضابط شرطة وقد تمكن من الظفر بحفنة من اللصوص، يوزع الشتائم على طلابه، بعدما عجزوا عن التجاوب معه، بفعل ضعف المنظومة التربوية، وغياب المتابعة والنقص الحاصل فى المعلمين.

لم يمكث المفتش أكثر من بضعة دقائق، فهو مجرد راكب فى سيارة غيره، ينوى استغلال نخوة العمدة من أجل القيام بزيارة مجمل المدارس الإبتدائية بالمنطقة، لأول مرة منذ بداية العام الدراسى.

كانت الحصيلة شد مشينة، لقد أكتفى المفتش بتوجيه المعلم المسؤول عن المدرسة بإعادة تدوير تلاميذه، فأهل السادسة إلى الرابعة، وأهل الرابعة إلى السنة الأولى، وعلى أحلام اليافعين السلام.

شكل أمر المفتش لحظة إعدام مقصودة لأحلام كل الأسر بالقرية، فتلاميذ السنة السادسة قرروا مغادرة المدرسة نهائيا.. ما الذى سيجنونه من العودة للسنة الرابعة؟ وهل سيعوض القرار نقص المعلمين وغياب الموجود؟ وهل سيكسبون منه ولو درسا واحدا باللغة الفرنسية فى بلد بات مجمل معارفه تكتب بلغة الغير؟

وهل كتب على الجيل الحالى أن يدفع ثمن تقصير الإدارة وعجز المدرسين؟ ومن يضمن أن جولة المفتش بعد سنتين - إن وجد من يحمله فى سيارته- لن تكون بداية لوأد أحلامهم من جديد؟.

يتطلع يكان القرية إلى سلوك مغاير لما تسير به الأمور فى الوقت الراهن، فهل ستعيد الإدارة رأيها فى الموضوع أم أن قرار المفتش لارجعة فيه؟

وهل سيتمكنون من الحصول على عقدوى لديه القدرة على إقناع طلاب السنة السادسة؟ والتعامل مع السنة الرابعة ؟ وأخذ تلاميذ السنة الأولى إلى تجربة مغايرة لما يعيشه الجيل الجديد؟

يتذكر السكان كيف كانت مدرسة القرية أجمل مدرسة فى المنطقة، وكيف تمكن تلاميذها من تذليل الصعاب لكسب أعلى الشهادات العلمية المتاحة، وما آل إليه الوضع اليوم فى ظل تجاهل الممسكين بزمام الأمور لواقع التعليم المنهار بالمنطقة، والعجز عن طرح حلول مقنعة لما يعيشه السكان من مشاكل وصعاب..!

وقبل ذلك، تبدو الصورة جد مأساوية فى قرية أكدرنيت ، لقد أستلم التلاميذ ملفاتهم من المعلم وعادوا إلى المنازل فى انتظار حل قد يطول انتظاره، مالم تتدخل وزيرة التهذيب الناها بمت مكناس لحل الإشكال ، أو يتراجع المفتش عن قراره الغريب، أو تتحرك الإدارة الجهوية لاكتتاب عقدوى لتدريس التلاميذ، أو البحث عن خيار آخر لمواجهة الوضع المنهار بأقدم المدارس فى منطقة أوكار.