ولد البكاي : "أوكار" يعيش ملامح تحول لكنه يحتاج إلى المزيد (مقابلة)

قال الناشط الشبابى ببلدية أم الحياظ فى الحوض الغربى "الكنتى ولد البكاي" إن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فى منطقة" أوكار" كانت طاردة خلال العقود الأخيرة، وإن شباب المنطقة استنزفته الهجرة بين الدول الإفريقية، و المدن الكبيرة فى الساحل الموريتانى بحثا عن لقمة العيش، رغم محدودية الفرص المتاحة، وصعوبة العمل فى أدغال القارة المنكوبة بالحروب والصراعات الداخلية.

 

وأضاف "الكنتى ولد البكاي" فى مقابلة خاصة مع "زهرة شنقيط " اليوم الثلاثاء 19 فبراير 2019 خلال العشرية التى قضيتها فى ساحل العاج، مع عدد من الشباب المهاجر، كنا نواجه المخاطر بكل أنواعها، خصوصا ابان الحرب الأهلية، لكن ضعف التنمية بالمنطقة التى ننحدر منها، وغياب أي أفق للجيل الشبابى الصاعد، وارتفاع حدة الفقر بين الأسر الصامدة فى ربوع "أوكار" ونقاط المياه المحدودة فيه، كانت عوامل تثبيت لنا معاشر المهاجرين أو المهجرين، ورسائل طمأنة، رغم أننا كنا ندرك أكثر من غيرنا بأن أعمارنا تسرق فى أدغال القارة السمراء، وأن الخطر الذى يتهددنا كل يوم أكبر من احلامنا بالعيش الكريم.

 

وأعرب ولد البكاي عن ارتياحه للتحسن الذى حصل خلال العشرية الأخيرة فى موريتانيا، مؤكدا أن منطقة "أوكار" استفادت من بعض المشاريع التنمية ، رغم محدودية الموجه منها للمنطقة، لكن حل مشكل المياه ببعض المناطق، وتعزيز النقاط الصحية، والاهتمام الإدارى المتصاعد بالمنطقة، وحضور أبنائها فى دوائر صنع القرار- ولو بطريقة خجولة- كلها أمور ساهمت وتساهم فى تغيير الصورة النمطية التى ارتسمت لمنطقة من أعز المناطق، وساكنة ضحت بالكثير من أجل الاستقرار وتعمير منطقة فرطت فيها أنظمة كثيرة، وخانها ضعف النخب وسوء التقدير فى الكثير من الأحيان. مؤكدا أن منطقة "أوكار" تستعيد عافيتها خلال الفترة الأخيرة.

 

وقال ولد البكاي إنه كان يحلم بأن يختتم الرئيس محمد ولد عبد العزيز فترة حكمه ، بإعلان المنطقة مقاطعة، أو انشاء مركز إدارى فيها، ولايزال الحلم يراوده، رغم أجواء الحملة الضاغطة، وانشغال الرئيس بترتيب الأمور الداخلية قبل مغادرته للحكم.

 

وأثنى ولد البكاي على الإدارة المحلية، قائلا إن تجربة الوالى السابق محمد ولد محمد الأمين ولد بلعمش فى الحوض الشرقى، والفترة الأخيرة فى الحوض الغربى كانت جد إيجابية، وأعطته خبرة كبيرة فى المنطقة وسكانها، ومنذ وصوله إلى لعيون، خفت الصراعات المحلية، واتجهت الأمور إلى الهدوء، بحكم الفاعلية من جهة وسرعة التعامل مع مطالب السكان من جهة ثانية.

 

وأعتبر ولد البكاي أن الساحة المحلية بحاجة إلى مبادرات هادفة لتعزيز صمود السكان، وترقية القطاع الثقافى، وتعزيز أواصر الأخوة والمحبة بين سكان المجالس المحلية، ولفت الانتباه للمنطقة وتراثها، وهو أمر تلعب الإدارة دورا مهما فيه، ولكن المسؤولية تظل بالدرجة الأولى مسؤولية أبناء المنطقة، عبر المسارعة إلى إطلاق مبادرات حرة لتعزيز الجهود الرسمية، واستغلال جو الحرية المتاح من أجل خلق واقع مغاير لما ألفه الناس خلال العقود الماضية.

 

-