أعلن رئيس الحكومة الموريتانية الأسبق، سيدي محمد ولد بوبكر، رسميا ترشحه للانتخابات الرئاسية التي تجري في البلاد يونيو القادم، مدعوما من حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (تواصل) الواجهة السياسية للإسلاميين في موريتانيا.
وقد قرر ولد بوبكر تنظيم مهرجان حاشد يوم السبت بالعاصمة نواكشوط، يكشف فيه الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي، فيما أعلنت عدة أحزاب سياسية دعمها له.
ووقعت ثلاثة أحزاب سياسية الخميس هي: "الاتحاد والتغيير الموريتاني" وحزب "المستقبل"، بالإضافة إلى حزب (تواصل)، اتفاقا مع ولد بوبكر؛ لدعمه في الانتخابات، فيما ينتظر أن توقع ثلاثة أحزاب سياسية أخرى اتفاقا مشابها معه وهي أحزاب: "الحوار والديمقراطية" و"حزب الجيل الثالث" و"الحزب الموريتاني للإصلاح والمساواة".
ويعدّ سيدي محمد ولد بوبكر أحد قادة أركان حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، وتولى الأمانة العامة لـ"الحزب الجمهوري" الذي حكم موريتانيا إبان فترة حكم ولد الطايع.
وبعد الانقلاب العسكري على ولد الطايع، كلف ولد بوبكر برئاسة الحكومة الانتقالية في الفترة ما بين 2005 و2007، ثم شغل بعد ذلك بعض المناصب الحكومية وسفيرا لبلاده بعدد من الدول.
ينظر إلى بوبكر حاليا على أنه مرشح المعارضة الأبرز؛ لكونه مدعوما من حزب (تواصل) الإسلامي، وهو ثاني أكبر حزب سياسي ممثل في البرلمان الموريتاني بعد حزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم.
نقاط القوة وفرص الفوز
ويرى عدد من المتابعين للساحة السياسية الموريتانية أن أبرز نقاط قوة ولد بوبكر تكمن في دعم حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (تواصل) الذي يملك قاعدة شعبية، واستطاع طيلة السنوات العشر الأخيرة أن يحافظ على المرتبة الثانية بعد الحزب الحاكم من حيث عدد المصوتين، ويمتلك ثاني أكبر تمثيل في البرلمان أيضا بعد الحزب الحاكم.
ولا يستبعد المحلل السياسي، محمد ولد الشيخ، أن يحدث ولد بوبكر مفاجأة في الانتخابات القادمة، لافتا إلى أن لديه نقاط قوة تجعله من بين المرشحين الأوفر حظا رغم قوة مرشح السلطة ولد الغزواني.
واعتبر ولد الشيخ، في تصريح لـ"عربي21"، أن ولد بوبكر يمتلك خبرة طويلة في تسيير البلد من خلال تجربته رئيسا للحكومة، بالإضافة لعلاقاته الواسعة في الأوساط السياسية، ومعرفته بتفاصيل الشأن السياسي المحلي.
وأضاف: "ولد بوبكر نسج تحالفات سياسية قوية ودعمته أحزاب لها وزنها في الساحة السياسية الموريتانية، يتصدرها حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية".
وأشار إلى أن ولد بوبكر استطاع أيضا أن يجذب العديد من المغاضبين من معسكر السلطة، متوقعا أن تشهد الأيام القادمة مزيدا من الانضمامات لولد بوبكر في ظل ما سماه تصد أحزاب الأغلبية الحاكمة.
ويرى الباحث الموريتاني، الشيخ أحمد البان، أن دعم عدة أحزاب سياسية لولد بوبكر "خطوة مهمة في محاصرة حكم العسكر والتمهيد للحكم المدني، خاصة النقطة المتعلقة بدعم المرشح المعارض الذي سيتجاوز إلى الشوط الثاني".
واعتبر في تدوينة عبر حسابه على "فيسبوك" أن هذا الدعم يعبر عن "ملامح عمل سياسي معارض جاد بدأ يتشكل في أفق الاستحقاقات الرئاسية المقبلة".
صعوبة التسويق
في المقابل، يرى المحلل السياسي والإعلامي الموريتاني، أبو بكر ولد أحمد الإمام، أن عملية تسويق المترشح سيدي محمد ولد بوبكر للرأي العام كمرشح رئاسي صعبة جدا، باعتباره صاحب أكبر منصب سياسي في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد الطائع.
ورأى في تصريح لـ"عربي21" أن حزب "تواصل" سيواجه حرجا كبيرا في مساعيه لتسويق ولد بو بكر، "خصوصا أن دعمه يمثل انتكاسة في الخط السياسي للحزب الذي عانت قياداته وجماهيره أكثر ما عانت في عهد سياسي مظلم في تاريخ البلاد كان ولد بو بكر يتولى فيه مناصب وزير أول وأمين عام للرئاسة ورئيس للحزب الحاكم، وهو عهد فساد مالي وإداري وتنموي بامتياز" بحسب قوله.
واعتبر أن حظوظ ولد بو بكر في الانتخابات ليست قوية، "فهو من ناحية لا يمثل أمل الجماهير المعارضة، حيث تقاعد قبل فترة وجيزة بينما كان يشغل منصب سفير في نظام الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، كما أنه ينافس مرشح السلطة المدعوم من دوائر الحكم وقوى التأثير المالي والاجتماعي".
نقلا عن موقع عربى 21