سنة ٢٠٠٩ كانت المعارضة بكامل رموزها، الرئيس أحمد، الرئيس مسعود، الرئيس اعل رحمه الله، الرئيس جميل، الرئيس صار...وكانت لديها وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية، ورئاسة اللجنة المستقلة للانتخابات، وثلثا أعضائها... وكانت متضامنة بميثاق شرف، وباتفاق دعم في الشوط الثاني..
وكان رجال أعمال وازنون ظاهرين في حملاتها.. وكانت تواجه رجلا غير معروف، ومنقلبا على رئيس مدني منتخب، وهو مستقيل لا يتبعه من هيبة الدولة سوى صداقة رفقاء السلاح... وما زال النظام في طور التشكل، ومع ذلك خرجت من الشوط الأول بأرقام بين الضعيف والشاحب..
واليوم فقدت كل رموزها التاريخيين تقريبا، وفقدت ألق الصوت التاريخي المعارض، وتنحى أغلب رجال الأعمال، وانساق جزء منها خلف شهود زور الأنظمة السابقة، ومديري مكاتب تسجيل صفقات الفساد، وتواجه رجلا بعمق اجتماعي وجهوي ضخم، ونظامه ممسك بالسلطة، ويجدد نفسه، ويتألق باحترام الدستور، وبشيء من الإنجاز في ملفات كبيرة...
ويحدثونك عن فرض شوط ثان! بالله تهجّوا يوما واحد ألف باء الدعاية، واحترموا ما تقولون إنه وعي تنامى في صفوف الشباب وساكنة المدن...
قولوا لهم إن الحزب الفلاني رشح فلانا نكاية بالحزب الفلاني، وإن الحزب الفلاني دعم فلانا بعد أن لم يجد قبولا من المرشح الفلاني، وإن فلانا ترشح بعد أن أخذ الضوء الأخضر ممن يقول إنه ينافسه، وإنكم تنافسون مخافة أن يبتلع النظام ما تبقى لكم من أطر وكفاءات..ومخافة أن يحكم عليكم التاريخ بالفناء، وهو حكم قد صدر فعلا، وبقيت مراسيم التنفيذ..
قولوا إنكم تترشحون ليكون لكم رصيد تفاوضون به بعد الانتخابات، وإنكم لا تطمعون بالفوز في هذه، وإن قصارى طموح كل واحد من المرشحين هو أن يكون الثاني، أو لا يكون الرابع...
استعينوا مرة واحدة بفضيلة الصدق، وستعودون إلى مضاجعكم بعد إعلان النتائج وأنتم مرتاحو الضمائر.. سيعرف شبابكم ونساؤكم الصادقون جدا بأنكم ما كذبتم، ولا ادعيتم ما لا تملكون، ولا طمعتم بما لا تستطيعون...
صدقوني سيكون هذا أفضل لكم ولشعبيتكم ولبلدكم..
صارحوهم بأنكم مرشحون لتسجيل المواقف..
محمد عبد الله ولد أحبيب / كاتب صحفى