بدأت شركات تجارية إيرانية في عرض منتجاتها بنواكشوط، وسط اقبال محدود من الزبائن، في أول نشاك تجاري تقوم به الحكومة الإيرانية أو بعض المؤسسات التابعة لها في موريتانيا منذ فرض الحصار عليها قبل عقود.
المعرض الذي تم افتتاحه بالتوازي مع حراك دبلوماسي للدولة الإيرانية بنواكشوط، يشكل أول فرصة لجمع أكبر قدر من الأموال في البلد دون المرور بأي بنك مركزي أو وسيط، وسط مخاوف من أن يكون الحلقة الثانية من تمويل المشاريع غير المعلنة للدولة الإيرانية بموريتانيا، والتي بلغت ذروتها قبل أسابيع من خلال زيارة "أبو التشيع في افريقيا" محمد قانصو الذي التقي ببعض رعاياه سرا في نواكشوط، والتقي بعض رفاقه علنا، قبل أن يقرر حذف كل الصور التي نشر علي صفحته الشخصية لتجنيب رفاقه مظاهر الحرج التي بدت واضحة في الساحة بعد كشف أخباره من قبل وسائل الإعلام المحلية.
إن السماح للإيرانيين بعرض منتجاتهم أمر مقبول، ولكن الرقابة علي الأموال العائدة من ريع تلك المنتجات أمر أكثر أهمية، فإيران التي اسقطت لبنان والعراق وسوريا واليمن، قادرة علي زعزعة استقرار أكثر من دولة في القارة السمراء، حيث الفقر والجهل والعاطفة الجياشة نحو الدين.
إن وزارة التجارة مطالبة الآن بالتعامل بصرامة مع المعرض الإيراني بنواكشوط، واجبارهم علي تحويل أموالهم عبر البنوك إلي المؤسسات العارضة، بدل ترك المال الإيراني يتحرك بحرية في بلد يمر بأصعب مراحله الانتقالية.
زهرة شنقيط