شكلت الأيام الأخيرة فرصة للوزير الأول السابق سيدى محمد ولد بوبكر من أجل الاستماع لأغلب رموز حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية، أبرز داعميه فى الانتخابات الرئاسية. فى رسالة بالغة الأهمية عكست عمق العلاقة المستجدة بين الرجل وداعميه.
الرجل الذى تم تمرير قرار دعمه داخل المكتب السياسى بعد نقاش صعب، أختار قادة الحزب أن يثبتوا له حجم الإجماع على القرار، خصوصا فى صفوف النخبة المكلفة بجمع الحشد له من الشباب والنساء، وهو ما يشكل رسالة للمرشح ذاته، وللأطراف الأخرى روجت عن قرار دعم لولد بوبكر وميول ذاتية لبعض المرشحين الآخرين.
لم يحتج رئيس الحزب محمد محمود ولد سييدى أن يتدخل طيلة الحوارات الأخيرة، ولم يتحكم فى مجريات الحديث الدائر بين المرشح وداعميه من شباب الحزب ونسائه، ولم يجد ولد بوبكر نفسه غريبا بين النخبة الإسلامية الملتفه حوله، لقد حاصروه بالأسئلة ، لكنهم احتضنوه بالترحيب، إنها محاولة لفك بعض الإشكالات المطروحة، وأخذ رؤية عن مسار رجل يحاول اليوم بكل قوة أن يكتب لنفسه مكانة فى صراع النخب على كرسى الرئاسة، بعد شهور قليلة من إحالته للتقاعد وهو سفير.
عاد ولد بوبكر إلى منزله أ, مكتبه وهو مرتاح بعد يومين من النقاش الصعب، وعاد جمهور الحزب وهو أكثر ثقة بالقرار الذى أتخذه المكتب السياسى قبل شهرين. مايزال بعض الشباب يردد مقولة رئيس الحزب الشهيرة " سنختار لكم مرشحا تطمئنون إليه فى القريب العاجل ، ولن يخيب ظنكم فيه".
غير الرسالة الأهم خلال الأيام الأخيرة، هي قدرة الحزب على حشد الدعم للرجل، وتلقيه رسالة مطمئنة من مكاتبه الثلاثة . التنفيذى والمنظمة الشبابية والمنظمة النسائية، دون المرور بمنطق الجهة أو القبيلة أو إعلان الدعم على شكل مبادرة أو تسجيل إستقالة من المكاتب الثلاثة أو تحفظ بعد صدور القرار.