اظهرت الصور الواردة من المؤتمر الصحفي الذي عقده المنتدي الوطني للديمقراطية والوحدة بموريتانيا اليوم الثلاثاء 10-3-2015 تراجع دور زعماء المعارضة بموريتانيا لصالح شتات الأنظمة السابقة، حيث تصدر وزراء الحقبة الممتدة من 1960 إلي 2008 نشاط الحراك المعارض.
المؤتمر الذي عقد لاعلان وفد المعارضة المفاوض مع السلطة غابت عنه أوجه بارزة مثل زعيم المعارضة أحمد ولد داداه ورئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني صالح ولد حننا، ورئيس حزب اتحاد قوي التقدم محمد ولد مولود، وتراجع دور رئيس حزب تواصل محمد جميل ولد منصور في القيادة مكتفيا بالصف الثاني مع ممثل حزب "اناد" سيدي ولد الكوري، وبدت صورة ولد بدر الدين مشوشة بفعل حجم المحيطين به من رموز الأنظمة السابقة، واختار رفيقه محمد الناجي التواري عن الأنظار بلثامه التقليدي.
غير أن الصورة اكتملت بحضور غير محدود لوزراء الحقبة المنصرمة ممن تسلموا قيادة الفعل المعارض بموريتانيا، رغم سوء ماضي البعض وغياب أي فعل نضالي لدي آخرين، وتميز البعض للأمانة في بعض مراحله قبل أن تستهويه السلطة وسطوة الجيش ليساير حراكه، ويتحول إلي أحد صناع الفعل في أنظمة العسكر بموريتانيا.
المؤتمر شكل فرصة لاعلان المعارضة لشروطها، ولكنه اعطي صورة قاتمة عما آل إليه وضع النخب المعارضة بموريتانيا، بعد أن ارتكس البعض، وفتح آخرون الأبواب لكل مغاضب من أجل النكاية بالرئيس القادم من رحم المؤسسة العسكرية ومحازبيه.
كانت صورة المشهد اليوم معبرة عن نظام الرئيس المختار ولد داداه عليه رحمة الله، حيث وزير تعليمه المثير للجدل اعل ولد علاف ممثلا للشخصيات المستقلة داخل منتدي المعارضة، وكان نظام ولد الطايع ممثلا بشخصين وازنين، هما : وزير اعلامه محمد محمود ولد ودادي، ووزير خارجيته محمد فال ولد بلال، ولم يغب نظام المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية، فقد مثلت الأحزاب المعارضة بوزير العدل في حكومة سيدي محمد ولد بوبكر التي شكلت الواجهة المدنية لحكم الجيش المحامي محفوظ ولد بتاح، وكان نظام سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله حاضرا بقوة من خلال وزيره الأول يحي ولد أحمد الوقف الذي يوصف بالعقل المحرك للكثير من مواقف المعارضة حاليا، والشخصية الوازنة في نظام الرجل المطاح به قسرا من قبل الجنرال محمد ولد عبد العزيز، ولم يغب وزير صحته المعروف محمد ولد اخليل عن واجهة المشهد المعارض، لكن هذه المرة ممثلا لحزب اتحاد قوي التقدم اليساري، بعد أن عاش عقدين ممثلا للإدارة الموريتانية ابان حكم ولد الطايع.
غير أن بعض أنصار المعارضة الموريتانية يري أن المعارضة سلوك وفعل، وأنها ليست حظيرة مغلقة، بل جهد وطنى جامع يرحب بكل شخص قرر التخلي عن سلوكه أو المساهمة في اصلاح وطنه، أو مناهض لحكم الجيش القائم أو المساهمة في اصلاح الوضعية الصعبة التي تمر بها البلاد.