تشكل العاصمة الموريتانية نواكشوط أبرز معضلة تواجه المرشح محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزوانى، بحكم الكثافة السكانية داخل جهة نواكشوط، وتمركز أغلب القوى السياسية المعارضة داخلها منذ بداية التحول الديمقراطى بموريتانيا.
ويعتبر اختيار مدير عام لحملة نواكشوط أحد أبرز القضايا التى تناقش داخل كواليس الحملة، وسط نقاش محتدم، حول جدوى توحيد العاصمة أو اختيار منسق لكل ولاية خلال المرحلة الحالية.
ويرى بعض صناع القرار فى البلد أن مجرد تكليف شخص واحد بالحملة فى العاصمة نواكشوط هو إهدار للوقت والجهد، بحكم صعوبة التنقل بين أنحاء العاصمة، والضغط الذى يعانيه مدير الحملة من كل القوى السياسية العاملة معه، والوجهاء الذين يحاولون اغتنام الحملة لتعويض خسائر الانتخابات، ناهيك عن الصراع بين القوى المتنافسة داخل السلطة والتفريط فى العاصمة وناخبيها، بحكم عدم إمكانية تصنيفها ضمن دوائر النفوذ المتحكم فيها.
غير أن بعض الأطراف السياسية الأخرى تعتقد أن توحيد مدير الحملة بالعاصمة نواكشوط أمر مطلوب، وأن العمل يجب أن يتم تسييره وفق الأصول التى يسير بها داخل مجمل ولايات الوطن.
ويدفع هؤلاء باتجاه اختيار شخصية وازنة لإدارة حملة العاصمة نواكشوط، والعمل من أجل كسب رهان المعركة فيها.
وتطرح عدة شخصيات وازنة فى معسكر السلطة يمكنها أن تتولى تسيير الحملة فى العاصمة نواكشوط، من أبرزها رئيس الحزب الحاكم السابق سيدى محمد ولد محم، ووزير الاقتصاد والمالية المختار أجاي، ومدير حملة ولد عبد العزيز 2009 وزير الاقتصاد والمالية الأسبق سيد أحمد ولد الرايس.
ويتمتع سيدى محمد ولد محم بخبرة سياسية كبيرة بحكم إدارته للحزب الحاكم لأكثر من أربع سنين، ناهيك عن مشواره داخل السلطة منذ سنة 2007، وعلاقاته الوازنة بمجمل الفاعلين فى العاصمة، ومجمل المنتخبين عنها.
كما يمتلك المختار أجاي تجربة مهمة بحكم خوضه لأكثر من استحقاق انتخابى بالعاصمة نواكشوط، وعمله خلال فترة الانتساب على تكوين تحالف عريض داخل العاصمة، وتوليه إدارة الحملة عشية التعديلات الدستورية الأخيرة.
أما وزير الاقتصاد والمالية الأسبق سيد أحمد ولد الرايس فقد كانت تجربته فى إدارة الحملة 2009 رافعة انتخابية كبيرة للسلطة بالعاصمة نواكشوط، وفيها تم تقاسم القوة الناخبة بين الأغلبية والمعارضة لأول مرة.