دروس من أزمة المستقبل بموريتانيا

شكلت الأزمة الكبيرة بين رموز حزب المستقبل المعارض نصفه والموالي نصفه الآخر، رسالة بالغة الأهمية للساحة السياسية بموريتانيا عن مخاطر العجب، وعجز النخب المفتونة بذواتها عن إقامة أي مشروع سياسي وحدوي جاد.

 

رمزا حزب المستقبل  وبعد صراع مرير مع رئيس حزب التحالف مسعود ولد بلخير، وتشهير به في وسائل الإعلام والاجتماعات الخاصة، سقطا في فخ الاحتراب الداخلي،بعد أن أحس كل واحد منهما بأهميته عند نفسه، وضرورة أن يظل الرمز الأوحد في المشروع الخداج الذي أسسوه قبل سنتين.

 

تهم التآمر والتخابر والاختطاف، أمور طغت علي لغة الطرفين، بعد أن قرر الساموري ولد بي ورفاقه عزل الرئيس محمد ولد بربص الذي نصبوه رئيسا لهم قبل فترة،مع اهانة معنوية كبيرة له ولأنصاره وأقاربه اثر اتهامه بالتخابر للرئيس ومعاونيه.

 

مس من شرف الرجل يحاول اليوم أن ينتقم من فاعليه من خلال الدفع بالأزمة إلي القضاء لتجميد الحزب ومنع أصحابه من الحراك به، وشغلهم بمناكفة قانونية وسياسية لن تتهي قبل أن يدخل الطرفان بيت الطاعة أو يتفرقا ولكل منهم إطاره الخاص.

 

إن محمد ولد بربص الذي أطاح بصورة مسعود ولد بلخير وعرضه لسجال مقزز ابان مغادرته لحزب التحالف الشعبي، قوض الله له اليوم الساموري ولد بي ومجموعة من الكوادر الشابة الموالية له أو المستفيدة منه لتضع الأول (ولد بربص) في مواجهة النيران الصديقة بعد أن حاول بيع الحزب أو تفكيكه كما يدعون.

 

400 ألف أوقية هي سعر ولد بربص كما يقول الساموري ولد بي ورفاقه، والتآمر هو نهج الساموري كما يقول ولد بربص ورفاقه بعد الأزمة الأخيرة.

 

غير أن الحقيقة الوحيدة الآن هي أن الحزب خسر بصراع مؤسسيه، وأن مسعود ولد بلخير سعيد بشجار منتقديه بالأمس، المشهرين به علي مسامع مناضلي حزبه وداعميه.