عاشت مدينة النعمة خلال الساعات الأخيرة من مساء الأحد 15-3-2015 علي وقع استعراض جماهيري هو الأضخم منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وسط تمايز قبلي أذكته الصراعات القائمة بين الأطر، ورغبة الإدارة في الحشد الجماهيري قبل وصول الرئيس.
دون ترخيص أو اشعار اداري غصت شوارع النعمة بالمتظاهرين، وعلت الهتافات الممجدة للقبائل، ورفعت صور الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وتصدر زعماء الإدارة ورجال الأحزاب الداعمة للرئيس المشهد، وتمترس كل وزير أو مدير أو معطل عن العمل خلف لواء قبيلته، وبدت السلطات الإدارية وهي مرتاحة للمشهد، لقد حسم الحشد الأكبر قبل ساعات من وصول الرئيس دون تعبئة من الأحزاب أو ضغط من الإدارة أو المساهمة في تكاليف الآلاف المستجلبة من القري والأرياف لحضور استقبال الرئيس.
شكلت نهاية طريق الأمل، نهاية لكل الأحزاب السياسية الداعمة للرئيس، ولم ترفع أي لافتة أو شعار حزبي خلال الحشد الذي شارك فيه أكثر من خمسة آلاف شخص، وتعالت الزغاريد والعبارات الممجدة للقبائل بحضور والي الولاية محمد الأمين ولد بلعمش، وسط اجراءات أمنية مشددة، حيث تتمركز قوات الحرس الرئاسي بقيادة الرائد شيخنا ولد القطب قبالة مقر الوالي، حيث سيحط الرئيس رحاله في مستهل جولة هي الأولي له منذ اعادة انتخابه رئيسا للجمهورية.
كان التحالف القبلي الداعم لعمدة "أم آفنادش" أول الواصلين للمنطقة، ومعه اصطحب نائب المقاطعة فاطمة بنت يرب بعد أن تخلي عنه الحلف الذي حمله لمنصب العمدة في جولة كانت حاسمة بين الأشقاء المتصارعين علي التمثيل.
مع النائب والعمدة خرج الوالي محمد الأمين ولد بلعمش من قصره، وشاهد استعراض الحلف لحشد من السيارات رباعية الدفع والجمال والمناصرين. وتعالت الزغاريد حاملة معها نهاية الأحزاب التي ينتمون اليها، بعد أن ضنوا عليها بلافتة أو شعار واحد، وبدت الإدارة مباركة للتوجه الجديد، انه الحشد من أجل الرئيس، سقط قيم الجمهورية واحتمي السياسي بلحاف القبيلة من التهميش.
لم يطل انتظار عيون الرئيس ، فقد أطل محمد الغيث الطامح منذ ثلاث سنين لدخول مجلس الشيوخ، وخلفه تحرك وفد القبيلة تحت شعار"بيربافه" أبرز المجالس المحلية التي يتنازعها النفوذ السياسي وسلطة القبيلة، كانت الشعارات ذاتها، لكن الوالي غادر القاعة تاركا مساعديه لتقييم الحراك الجماهيري الكبير.
وبعد دقائق كانت المنصة الرسمية علي موعد مع سكان "أشميم" الواجهة الإدارية لتحالف قبلي آخر يقوده المدير السابق للمدرسة الوطنية للتعليم عالي ولد أعلاده، مستعرضا حجم أنصاره وأقاربه في الحوض الشرقي رغم شهور الإقصاء الثقيلة، بعد أن فجرت انتخابات نوفمبر 2013 رباط التحالف غير المقدس الذي كان يجمعه بالوزير الأول السابق مولاي ولد محمد لغظف المعزول حاليا في منزله غرب المدينة مع بعض الوافدين.
تتابعت الوفود، واستعرض سياسيو أمرج أنصارهم في وفدين بعد أن تعذر الاتفاق بينهما، وكان الحلف الداعم لوزير الوظيفة العمومية سيدي عالي ولد محمد خونه لافتا من حيث الحشد الجماهيري والسيارات المشاركة في المسيرة، واختفي "الكرامة" وشعاراته، كما لم يظهر "الاتحاد" رغم فوز النائب من الحزب الأول، وهيمنة أنصاره علي الثاني في المجالس المحلية سنة 2013 بعد أن حاول خصومه تجاوزه عبر اقصائه من ترشيحات الحزب المذكور.
السفير الموريتاني السابق بقطر الشيخ سيد أحمد البكاي ولد سيدي بيه حرص هو الآخر علي اثبات وجوده في الساحة المحلية من خلال مخيم تم تجهيزه علي مساحة واسعة محاذية لشارع الأمل، مستعرضا جماهيره قبل زيارة الرئيس ضمن وفود شعبية ضخمة شاركت في الحراك الذي أم الولاية مساء اليوم.
غير أن تحالف "أهل خو" قرر اختتام السرك القبلي بأضخم حشد عرفته المدينة مساء اليوم الأحد 15-3-2015، وظهر وزير العدل السابق عابدين ولد الخير وحلفه بقيادة محمد الأمين ولد خو وهما يمسكان العصا من الوسط، بعد أن قرر فض الاشتباك مع الغرماء، وفك الارتباط مع الحليف المؤقت، واستعراض القوي بشكل متقن، من خلال حشد ضم أكثر من 50 سيارة رباعية الدفع وألفي متظاهر، تأكيدا علي المكانة الشعبية والانتشار الواسع، رغم الحرمان من التمثيل السياسي بقرار من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، والإقصاء من التمثيل الحكومي بعد اخراجه الوزير من تشكلة الحليف السابق مولاي ولد محمد لغظف، دون أن يخسر الحلف شارعه أو يتنازل عن ذاته لصالح الفاعلين الجدد.
وكان مدير وكالة تشغيل الشباب بيت الله ولد أحمد الأسود قد حشد أنصاره أول النهار في مسيرة ضخمة من "ويزن" إلي النعمة، بينما اختار الإداري محمد ولد ديدي الظهور بمظهر رجل الدولة القوية من خلال استضافة كل الوفود القادمة للمدينة، وفتح أكثر من منزل ، مع نزله الواقع عند مدخل المدينة، مع حشد من مختلف المجالس المحلية التابعة للمقاطعة في استعراض ذكي لأوجه النفوذ والتأثير.