حرب جهوية بأيادي محلية (خاص)

واصلت الحكومة الموريتانية حربها ضد المنمين والمزارعين في الشرق الموريتاني، وسط مخاوف من مجاعة قوية تهدد أكثر من 500 ألف شخص مالم تعد الحكومة سياستها الحالية أو تتدخل جهات خارجية لسد النقص الحاصل في المناطق المنكوبة حاليا.

 

ويقول منتخبون محليون إن السكان يعيشون حالة من القلق غير المسبوقة بفعل تأخر فصل الخريف، وانهيار القدرة الشرائية بفعل هزال الماشية، وارتفاع الأسعار إلي أعلي معدلاتها منذ سنوات.

 

ويتحدث بعض سكان المناطق الشرقية عن ارتفاع أسعار الأرز والقمح والسكر، والمتوفر من الزيوت، بينما تنعدم الألبان المجففة في مناطق واسعة من الشرق الموريتاني، ولم تعد اللحوم متوفرة إطلاقا خصوصا في المناطق الواقعة شمال طريق الأمل بفعل الجفاف.

 

بيع الأحلام للفقراء ..

 

الحكومة الموريتانية التزمت الصمت تجاه الواقع الصعب، كما غابت الأحزاب السياسية المنشغلة بالصراع السياسي، وسط اتهامات صريحة لمفوضية الأمن الغذائي بموريتانيا بالتلاعب بعواطف الفقراء المنكوبين في الشرق الموريتاني، والقيام بخديعة بالغة التأثير من أجل استغلالها اعلاميا بغض النظر عن تداعياتها الخطيرة علي حياة السكان.

 

وتقول مصادر زهرة شنقيط إن المفوضية التي يديرها أحد أبناء المنطقة –نظريا- قامت نهاية ابريل 2014 بإرسال بعثات إلي الداخل لتحديد السكان الأكثر فقرا، وقد منحت تلك البعثات أوصال شكلية لعدد محدود من الفقراء في عدد محدود من المجالس المحلية، علي أمل مباشرة المصالح المحلية توزيع المواد المنصوص عليها –رغم محدوديتها- بشكل عاجل علي الفقراء من سكان الريف.

 

غير أن الذين تسلموا تلك الأوراق لما تصلهم أي حبة قمح أو قطرة زيت، وسط تلاعب كبير بمشاعر الفقراء الجياع من قبل المفوض ومعاونيه، في سابقة خطيرة بتاريخ المفوضية.

 

وبدأ السكان يتحدثون محليا عن إفلاس الدولة بعد أن عجزت عن توفير ما وعدت به في الأوراق الفقراء في عز الصيف، بينما يقول عارفون بها إن الهدف هو تمرير تعويض سريع للجان العاملة في المفوضية، وإعطاء فرصة لبعض الأطراف الأخرى من أجل الاستفادة من رحلات أخري إلي الشرق المنكوب.

 

تجاهل رسمي

 

رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز الذي تم التجديد له في مأمورية جديدة، واصل تجاهله للأزمة الخانقة التي تمر بها المناطق الشرقية، وخصص خطابه الأول بعد الفوز للحديث عن احتفالية ضخمة يعد لها بداية أغشت، ووفود دولية ستشارك في الحفل، ومكافئة لعدد من رموز الأغلبية الذين ساندوه.

 

وخلي الخطاب الأول من نوعه من إشارة إلي الجياع الذين صوتوا له في عز الصيف،أو الجياع الذين منعتهم ظروف الرعي والهجرة إلي جمهورية مالي من المشاركة في التصويت حسب بيان حزبه.

 

ويري البعض أن الرئيس ضحية لتقارير كاذبة تقدمها الأجهزة التابعة له، وخصوصا مفوضية الأمن الغذائي التي يتحدث القائمون عليها عن عملية واسعة داخل البلاد لصالح السكان الأكثر فقرا.

 

ويتطلع سكان المنطقة إلي رحمة الله وهطول الأمطار،لعلها تعيد للمنطقة بعض عافيتها، وللسكان الأمل في بعض المواشي المهددة بالانقراض في ظل مضاربات كبيرة يقوم بها بعض أعوان النظام من كبار رجال الأعمال والسياسيين الداعمين له.

 

أما القري المنكوبة، وآدوابه فسيواجهون الجوع في فصل الصيف بما تيسر من عزم وصبر، وما ستجود به أيادي أبناء تلك المناطق من قليل دخل أو ديون باهظة من قبل التجار المحليين.

 

غير أن الأكثر مرارة هو شعور السكان محليا بأن الحصار الذي يتعرضون له من قبل الحكومة، يبرر بأرقام مغلوطة تقدمها بعض الأجهزة الحكومية المسيرة نظريا من قبل بعض أبناء المنطقة للأسف الشديد.