شكل اجتماع الخميس المنصرم بمقاطعة لعيون نقطة تحول كبيرة في العلاقة الشائكة بين مختلف الفاعلين الأساسيين في مقاطعة لعيون بعد عقود من الخلاف والقطيعة، وسط مساعي لتجاوز تلك المرحلة والتأسيس لتحالف تجمعه مصلحة المقاطعة، ويحتفظ بالتمايز الذي تفرضه التحالفات القائمة.
الاجتماع الذي التأم بمنزل قائد الأركان الخاصة لرئيس الجمهورية مسغارو ولد سيدي طالب فيه أنصار الرجل أو حلفه على الأصح بفتح صفحة جديدة بين الأطراف الفاعلة في المشهد، وانهاء حالة التشرذم التي ضيعت الكثير من الجهود، واهدر العديد من فرص التنمية علي المقاطعة المركزية، وحولتها من فاعل رئيسي في الحوض الغربي بل والمنطقة الشرقية عموما إلي مجرد رقم سياسي يتصارع أصحابه من أجل مصالح آنية، وتنفخ بعض الأطراف الخارجية في رماد الفتنة الداخلية لتمرير مشاريعها كما يقول بعض المشاركين في الاجتماع.
عمدة لعيون وبالنعمان وأكجرت كانوا حاضرين في الاجتماع المذكور إلي جانب نائب المقاطعة سيدي عالي ولد سيد الأمين، الذي ينظر إليه كأحد رموز المشهد الراهن في المقاطعة، كما تم انهاء القطيعة غير المعلنة بين وزير الداخلية الأسبق محمد ولد أرزيزيم والتحالف المحسوب على الجنرال مسغارو ولد سيدي، وهو تواصل عززته العلاقة القائمة بين الحلف والناشطة السياسية العزة بنت همام التي كانت حاضرة للاجتماع، وهو نفس الحال بالنسبة لتحالف الوزيرة ماتي بنت حمادي، الذي حضر اغلب رموزه للاجتماع، كما كانت جماعة الأطر بقيادة باب ولد بوميس حاضرة في التحالف المذكور.
مصادر من داخل الاجتماع تقول إنه أول تحالف يستوعب المجموعات السياسية الفاعلة في المقاطعة من "أولاد الناصر"، وإنه أسس لتوافق داخلي يتم بموجبه تنظيم استقبال مشترك، وتجاوز المطالب الشخصية إلي أخري قد تنتشل المقاطعة من واقعها القائم حاليا.