رسائل ود بين الإسلاميين والرئيس (تحليل)

اظهرت الأسابيع الأخيرة وجود تحول عميق في العلاقة القائمة بين رموز حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية المعارض والرئيس محمد ولد عبد العزيز بعد فترة من القطيعة والصراع الحاد.

 

الرئيس وبعض أعضاء حكومته حرصوا خلال الفترة الأخيرة على التعاطي إيجابيا مع الحزب الأكثر شعبية داخل صفوف المعارضة الموريتانية، واثني ولد عبد العزيز ووزيره الأول يحي ولد حدمين أكثر من مرة على سلوك زعيم المعارضة الموريتانية الحسن ولد محمد، ونال بعض قادة الحزب حظهم من التقدير، وتوقف الاستهداف الإعلامي والسياسي لرموز التيار الإسلامي، وخفت حدة النظرة الحكومة للحزب وتحركاته، وتراجعت وتيرة استهداف المحسوبين عليه، بعد حرب أذكتها مخاوف السلطة وحراك الحزب، وتحريض بعض صغار العاملين في دواوين الرئيس وبعض مستشاريه.

 

ولم يقف التيار الإسلامي موقف المتفرج أو المعاند لحراك السلطة الإيجابي، بل تتالت تصريحات معبرة عن وجود تحول فى النظرة والموقف من الرئيس وحكمه، والبلد ومستقبل العلاقة بين رموزه، وتخلى الإسلاميون صراحة عن شعار الرحيل والمطالبة به، واقروا شرعية الرجل رغم عدم المشاركة في الانتخاب الذي أعاده لسدة الحكم يونيو 2014، واطلقت مواقف مهادنة للجيش، وأخرى مستشعرة قيمة  الأمن الذي تنعم به البلاد نسبيا مقارنة بمحيطها الخارجي، واستمر التيار الإسلامي فى مواقفه الرافضة لمظاهر الفساد أو الاستهداف على أساس الرأي، أو الانحياز لأرباب العمال على حساب الشغيلة، ضمن نقاط خلاف أو اختلاف مفهومة، مع التأكيد من كلا الطرفين على أن الحوار مهم للبلد واستقرار مؤسساته، وأن محاربة الفساد شرط لأي تنمية، وأن البلد يجب أن يكون لكل أبنائه.

 

ولعل آخر الرسائل الإيجابية هو ماعبر عنه الحزب فى زيارة الرئيس الأخيرة، حيث اوقف التظاهر ضده، واختفت الشعارات الحمراء المناوئة له على جدران المنازل والمؤسسات العمومية،وحظى في أكثر من دائرة باستقبال منتخبيه، وكان تعامل الرئيس ومرافقيه جد إيجابي مع عمدة النعمة في الحوض الشرقي، وعمدة جكني في الولاية ذاتها، ولم يختلف التعامل في الحوض الغربي، رغم مايمثله نواب المقاطعة وعمدها من اذلال للفريق الحاكم، بعد أن كانوا عنوان الحرب بين الإسلاميين والرئيس سنة 2013 في أشرس صراع انتخابي تعيشه البلاد منذ استقلالها.

زهرة شنقيط