شركة أسنيم : لماذا غابت النقابات وأقحمت الأحزاب؟

شكل اعلان بعض الأطراف في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة اطلاق حملة اعلامية وسياسية واسعة لمساعدة عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم أكبر تحول في تاريخ الإضراب الذي دخل شهره الثاني دون تسييس.

 

ورغم أن أكثر من ثلاثة آلاف عامل خاضوا اضرابا نظيفا في أكبر شركة مصدرة للحديد بشمال افريقيا دون المساس بمقدرات البلد الاقتصادية أو تكدير صفو المدينة الوادعة بتيرس زمور، إلا أن الشركة بقيادة المدير العام محمد عبد الله ولد أوداعه ظلت تصم آذانها عن صرخات المضطهدين المضربين، وترفض أي حلول للأزمة لاترضي أمير المعادن الجاثم على مكتبه الوثير باحدي الشقق التابعة للشركة في حي "أسنيم" بنواذيبو.

 

حافظ عمال الشركة على الحراك النقابي دون تسييس، وشارك مجمل العمال في الحركة الاحتجاجية دون الخروج عن المألوف من أعمال النقابيين، أو السماح للسياسيين باستغلال القضية، رغم احراجها للنظام الممسك بزمام الأمور في البلد.

 

غير أن أسوء هدية يمكن أن تقدمها النخبة المعارضة للرئيس، هي الزج بملف الشركة في التجاذبات السياسية القائمة، أو تحويل الملف من حراك نقابي مطلبي إلي قضية سياسية يرفع لوائها بعض رموز المنتدي، ويتداولها اعلام اللحظة كحدث عابر،دون الاكتراث بالتداعيات السلبية للقرار على وحدة العمال، والشعور الجمعوي للتشكلة النقابية، والضرر الذي قد يستبب فيه حماس البعض غير المحكوم برشد العارفين.

 

إن الحركة المطلبية بالشركة الوطنية للصناعة والمناجم يجب أن تظل خارج التجاذبات لطفا بالمضربين المجوعين، وإن النقابات الهزيلة يجب أن تتصدر الحراك بدل ترك الأمور للأحزاب السياسية،وإن الدعم المباشر للشغيلة يجب أن يحكم بميزان المصلحة الذاتية للمدعوم، قبل أن تحول نضالات الشغيلة طيلة شهر ونصف إلي مجرد مسرحية لتلميع بعض السياسيين.

زهرة شنقيط