تنتظر الكتل السياسية الوازنة والقوى القبلية والشبابية النشطة بالحوض الغربى ما ستؤول إليه المشاورات الجارية داخل أروقة السلطة، وكيف سيتعامل الرئيس واللجنة الوزارية المكلفة بإعادة هيكلة الحزب مع مطالب النخب الرامية إلى تمثيل أكبر فى الحزب الحاكم الحاكم، بحكم الحضور على الأرض خلال عملية الانتساب، والفرز القائم على الساحة المحلية منذ انتخابات يونيو 2019.
وقد بلغ عدد المنتسبين لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم فى الحوض الغربى 95 ألف منتسب خلال الحملة الأخيرة، تمكن 52 ألفا منهم من حسم المعركة بالولاية لصالح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى فى انتخابات يونيو، من بين 71 ألف هم عدد المصوتين بها فى الانتخابات الأخيرة.
ورغم أن الكتل السياسية بالولاية شبه محددة، فقد ظلت إلى اليوم خارج المكتب التنفيذى لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية منذ تأسيسه، رغم انتماء البعض إليه بشكل مبكر، والتحاق آخرين به، بعد الانتخابات التشريعة والبلدية 2013، وظهور قوى سياسية جديدة ضمن الأغلبية الداعمة للرئيس خلال المرحلة الحالية.
ويعتبر التحالف الذى يقوده رجل الأعمال والنائب سيدى محمد ولد سييدى بالطينطان من أبرز الكتل الجديدة فى الحزب الحاكم، منذ تخليه عن دعم حزب تواصل، ووقوفه إلى جانب الأغلبية فى التعديلات الدستورية والانتخابات التشريعية والرئاسية والتحضير للمؤتمر.
كما ظهرت قوة انتخابية وسياسية جديدة بمقاطعة لعيون بقيادة رجل الأعمال والنائب عن المقاطعة عمار ولد أحمد سعيد، والذى ظهر فى انتخابات الرئاسة الأخيرة كأحد أهم الفاعلين فى الساحة المحلية، وقوة ذات تأثير على الأرض إلى جانب الكتل المحسوبة على الجينرالات، وخصوصا قائد أركان الحرس الفريق مسغارو ولد سيدى، الذى يعتبر أنصاره بلعيون وكوبنى من أهم القوى التقليدية فى الولاية، وكتلة سياسية وازنة داخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية.
وهنالك كتل سياسية أخرى يتولى عدد من المنتخبين تأطيرها، ككتلة رئيس المجلس الجهوى ختار ولد الشيخ أحمد، وتحالف النواب بتامشكط بقيادة عبد الرحمن ولد الصبار وأحمدى ولد حمادى، وهو التحالف المدعوم بقوة من شخصيات بارزة بالمقاطعة كالوزير السابق الكورى ولد عبد المولى والوزير أحبيبى ولد حام ، والنائب السابق محمد الأمين ولد أبهاه، وتحالف العمدة بأم الحياظ بقيادة الفتح ولد عبد الرحمن، وهو التحالف الذى يضم قيادات وازنة بالمنطقة كرجل الأعمال أحمد جدو ولد أبهاه، ونائبة رئيس المجلس الجهوى مت بنت محمدو ولد باب، ورئيس فرع الحزب الحاكم بالبلدية بادى ولد أحمد داه.
كما ظهرت قوى محلية أخرى خلال السنوات الأخيرة بقيادة بعض الأطر الفاعلين فى لعيون، كالكتلة التى يقودها النائب السابق عن المقاطعة سيدى عالى ولد سيد الأمين، وكتلة سياسية أخرى تضم النائب السابق العزة بنت همام والنائب محمد ولد أرزيزيم، وكتلة الوزيرة السابقة أماتى بنت حمادى، وكتلة بقيادة الوزير أبوبكر ولد أحمد، وكتلة محسوبة على قائد الأركان الخاصة لرئيس الجمهورية الفريق محمد ولد شيخنا..
بيد أن التمثيل داخل المكتب يظل بيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى والنخبة المحيطة به، وهنالك قوى لم تدخل إلى المكتب قط ولا المجلس الوطنى بحكم التهميش الممارس داخل دوائر الحكم، كما هو واقع النخب المنحدرة من "أم الحياظ"، وقوى تتحمل العبء الإنتخابى وتقصى من الحضور السياسى كما هو حال الكتل المحسوبة على النواب سيدى محمد ولد سييدى وعمار ولد أحمد سعيد، وقوى تقطف ثمار الحراك الفاعل فى العاصمة مع وجود محدود فى الولاية ، كما هو الشأن فى مجمل المكاتب السابقة والمجالس الوطنية للأحزاب الحاكمة منذ بداية المسلسل الديمقراطي بموريتانيا.
متابعة زهرة شنقيط