فايز السراج: لن يعود الشعب لليبي إلى القيود مهما كلف الثمن \ فيديو

قال رئيس حكومة الوفاق الوطني بليبيا فائز السراج، إن الشعب الليبي لن يعود إلى القيود مهما كلف الثمن، داعيا إلى ضرورة استلهام روح الذكرى السابعة والستين للاستقلال، لتحقيق توافق بين الليبيين للعبور بالبلد إلى بر الأمان.

وقال السراج في خطاب بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال، إن حكومته عملت وتعمل مع شركائها الدوليين لتحقيق الاستقرار، وتدعم الملتقى الوطني الجامع لوضع خارطة طريق ملزمة للجميع لإنهاء المراحل الانتقالية وتعزيز السيادة الوطنية ومجابهة كل ما من شأنه التدخل في الشأن الليبي الداخلي.

وتحدث السراج عن خطوات الإصلاح الاقتصادي والإجراءات الأمنية والتطورات السياسية، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنّ الأموال التي جرى تحصيلها من خلال الرسوم على بيع النقد الأجنبي ستذهب إلى تفعيل دور الأجهزة الرقابية وتكريس قواعد الشفافية والحوكمة ومحاربة الفساد.

وإلى نص الكلمة: 
اليوم نحتفل بعيد استقلالنا السابع والستين.. نحتفل بثمرة النضال.. وزهرة دماء الشهداء.. نحتفل بالمجد والتضحيات الجسام.. التي تكبدها الآباء المؤسسون.. ممن أورثونا تاريخا وشرفا، ومنهج كفاح وروح فداء.
أيها الليبيون أيتها الليبيات.. داخل ليبيا وخارجها، كل عام وأنتم بخير

نخاطبكم في هذا اليوم المجيد لنعبر عن سعادتنا الغامرة بهذه اللحظة العظيمة، من تاريخ الأمة الليبية، التي انتزعت فيها حريتها، واستكملت فيها انعتاقها، وتهيأت خلالها جميع مقومات الدولة، ذات السيادة والوجود، ليرتفع علمها خلالها، ويكون رمزًا للحرية والعزة والكرامة.

إن الاستقلال لم يكن مجرد معركة بل كان حربًا غايتها الرخاء وهدفها تحقيق الهوية، وانتصارها في فرض الوجود، وحصد الاعتراف أمام كل دول العالم، لقد خاض الأجداد معارك عسكرية، قاوموا خلالها المستعمر، فمهدوا الطريق للساسة من الوطنيين الشرفاء، حتى استطاعوا الظفر بالاستقلال، لقد قاوموا مؤمرات التقسيم، ودسائسه، ومكائد الاستعمار ومخططاته، فانتصروا وجمعوا شتات الوطن، ليس بشيء سوى بتنازلهم لبعضهم البعض، وإيثار الوطن على الذات.

أيها الليبيون أيتها الليبيات، ليس الاستقلال مجرد مشهد احتفالي يمر في كل عام وحسب بل هو أيضًا نبض قلوب تخفق مع خفقان العلم، في هذا العيد نستحضر ما كان للأجداد في حينها، من روح المصالحة والعفو، وطي صفحة الماضي ونستلهم كيف استطاع الصفح أن يجمع الشتات، ويحقق الوئام، ويجمع شمل الأمة. 

يا أبناء شعبنا العظيم لقد طالبنا جميعُا بدولة مدنية ديمقراطية وما زلنا نكافح سويا، نخشى على الاستقرار ولكننا نخشى على الاستقلال أيضًا. فنحن في حاجة إلى أن نتعلم الكثير من دروس التاريخ، نحتاج أن نعي أن قوتنا في وحدتنا. علينا اليوم أن ننأى بأنفسنا عن صيحات الثأر والمغالبة ودعوات الغلبة والعصبية على حساب المصالح والأهداف الوطنية العليا.

أيها الليبيون أيتها الليبيات
من هنا جاءت حكومة الوفاق الوطني ساعية لإنهاء دائرة العنف والاقتتال وبث روح التفاؤل والأمل راسخة اليقين بأن هذه الأمة، تستحق حياة أفضل عاملة من خلال الشعب وبالشعب، نمد أيدينا لكل أبناء الوطن على اختلاف توجهاتهم السايسية والفكرية، دون قيد أو شرط. 

أيها المواطنون أيتها المواطنات، لقد نجحنا في معالجة ملفات عديدة وما زلنا نسير إلى الأمام، لقد حاربنا وانتصرنا على الإرهاب في العديد من المواقع، وما زلنا نترصد به ونسعى إلى تجفيف منابعه، لقد نجحنا في إعادة أهالي تاورغاء إلى منازلهم وما زلنا نعمل على تحسين سبل الحياة لهم، ونعمل على عودة كل النازحين في الداخل والخارج إلى مدنهم.

لقد بدأنا في برنامج الإصلاحات الاقتصادية وسوف نستمر فيه بإذن الله في إطار متسق ومنتظم، ولقد بدأت هذه الإصلاحات تؤتي ثمارها بحمد الله وتوفيقه وترسي ثقافة احترام المال العام.

أيها الإخوة والأخوات، إننا نؤكد لكم أن الأموال التي تم تحصيلها من خلال الرسوم على بيع النقد الأجنبي ستذهب إلى مكانها الصحيح عن طريق تفعيل دور الأجهزة الرقابية وتكريس قواعد الشفافية والحوكمة ومحاربة الفساد، ولقد أصدرنا بهذا الخصوص العديد من القرارات وسنمضي في هذا الطريق بكل ثقة وإصرار. 

سوف يتم تخصيص جزء من هذه الأموال للتنمية والبناء في كل المناطق، تحقيقًا لروح التكافل والتعاضد بين فئات الشعب الليبي، ونخص هنا بالذكر مدن الجنوب الليبي ومدينة بنغازي وغيرها من المدن التي تحتاج الى إعادة الإعمار والتأهيل. 

أيها الليبيون أيتها الليبيات 
لقد نجحنا في تحقيق خطوات جدية حول الترتيبات الأمنية في مدينة طرابلس الكبرى. كما إننا عاقدون العزم على المضي قدما في الجهود المبذولة من أجل توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية، متمسكين بأن ليبيا لن تكون إلا دولة مدنية ديمقراطية تحتكم إلى صناديق الاقتراع وليس صناديق الذخائر، وتلتزم بمنهج الحوار وليس لصوت المدافع، لكي نحافظ على جوهر الاستقلال ونذود عن الوطن ونبذل في سبيله حتى نبلغ أمانينا في تحقيق الرحرية والعدل. 

أبناء شعبنا المناضل، سيكون العام المقبل عام الحكم المحلي والإدار اللامركزية فسندعم البلديات في إجراء الانتخابات وندعم ميزانياتها، ونؤكد على دورها الفعال في تقديم خدماتها للمواطنين، لأننا على قناعة راسخة بأن أهم مفاتيح إنهاء الصراع السياسي هو تفعيل منظومة الحكم المحلي الشامل. 

أبناء شعبنا، لقد أنهكتنا جميعا هذه المرحلة الانتقالية في عامها الثامن، لذلك فإننا في حكومة الوفاق الوطني، ندعم إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أسرع وقت ممكن على أساس دستوري وقانوني سليم.
لقد عملنا ونعمل مع شركائنا الدوليين لتحقيق الاستقرار، وفي هذا الصدد فإننا ندعم الملتقى الوطني الجامع لوضع خارطة طريق ملزمة للجميع لإنهاء المراحل الانتقالية وتعزيز السيادة الوطنية ومجابهة كل ما من شأنه التدخل في الشان الليبي الداخلي.

ندعو جميع الليبيين للالتفاف حول مشروعنا الوطني للمصالحة حيث قمنا بإنشاء لجنة تحضيرية لإعداد مشروع ومؤتمر المصالحة الذي سيعقد خلال الأشهر القادمة.